السفينة تغرق من جديد
بعد كارثة مونديال البرازيل التي كشفت عن ضعف كبير لسفينة الكناري (المنتخب البرازيلي) تولى الربان القديم الجديد دونغا مهمة إخراجها من أعماق التراجع والهزائم إلى بر البطولات والانتصارات.
كانت بداية المنتخب مع الربان الجديد ممتازة حيث نجح في جميع الاستحقاقات الودية وكان الاختبار الأول صبيحة اليوم عندما بدأ مشوار تصفيات مونديال روسيا 2018 بالحلول ضيفا على زعيم القارة منتخب تشيلي المتوج مؤخرا ببطولة كوبا أمريكا.
في غياب نيمار دخل أبناء دونغا المباراة بخطته المعهودة التراجع واللعب على المرتدات لتقليل الأضرار وتحقيق التعادل على الأقل كأني بها تخوف من العار والنتيجة الثقيلة هذا منطق قد نجد له مبررا لكن ليس أمام تشيلي المتعودة دائما على الخسارة امام الكناري فمنذ 15 عاما لم يحققوا أي فوز على البرازيل حينها كان الفوز بأقدام زامورانو وسالاس.
كانت المباراة عموما مليئة بالركل والضرب من طرف لاعبي تشيلي خاصة على الرائع ويليان مع كرتين خطيرتين في قائم مرمى البرازيل عدى ذلك لم تكن هناك خطورة تذكر قبل أن يأتي هدف على يد فارغاس وفي الوقت القاتل ضاعف سانشيز النتيجة لتعم الأفراح أرجاء تشيلي .
كيف خسرت البرازيل؟
دونغا يتحمل كل المسؤولية, فخياراته كان بالإمكان أن تكون أفضل فمثلا استبعاد تياغو سيلفا وتجاهل باوليستا صخرة الأرسنال يعتبر خطأ فادح فالأول غني عن التعريف والثاني متألق بشكل كبير مع ناديه في هذه الفترة عكس خيارات دونغا في مركزهما, كما أن الاعتماد على ألفيس الذي عاد مؤخرا من الإصابة ولم يسترجع كامل مستواه بعد يعتبر خطأ ساذج رغم وجود البديل ,نفس الشيء بالنسبة للثنائي في مركز الوسط الدفاعي اللذين لا يستحقا حمل تمثيل البرازيل في وجود كاسيميرو و لوكاس ليفا وراميريز وحتى هيرنانيس وغيرهم الكثير.
دخل دونغا بهذه الأسماء وبعد الشوط الأول لم يحسن دونغا قراءة ما دار فيه وتجلى ذلك في تبديلاته حيث ارتكب جريمة مزدوجة أولا بإشراك لاعب يبلغ من العمر 35 عاما لم يثبت يوما مستواه المنتخب ومثل البرازيل 12 مرة فقط. وثانيا بإخراج هلك و الابقاء على أوسكار الذي لم يكن في كامل تركيزه وأخطأ في التمرير في مواقف عديدة.
بعد الهدف الأول كانت ردة فعل دونغا غير موفقة أخرج لاعب وسط مدافع وأدخل لاعب لم نستوعب أين تمركز ليس قطعا في مركز لويس غوستافو ففي لقطة الهدف الثاني كان الشارع سالكا وخاليا من أي لاعب برازيلي أعني بالشارع هنا المنطقة أمام قلبي الدفاع. وهذا التغيير من الواضح أنه انتحاري إما نتعادل أو تتضاعف النتيجة رغم أن تصفيات مثل هذه فارق الهدف يحسب له حساب لكن ربان السفينة لا يجيد الحساب ولا يعرف القراءة.
المنتخب البرازيلي يحتاج لربان محنك فحقبة دونغا الثانية غير مشجعة .
لتسلية عشاق البرازيل أذكر أن خسارة البرازيل أمام تشيلي كانت قبل 15 عام في تصفيات مونديال اليابان 2002 الذي تأهلت له البرازيل بصعوبة وتوجت باللقب. فهل ما نشهده اليوم يعتبر مجرد إرهاصات لمخاض عسير قبل اللقب السادس؟
هذا المحتوى من beIN SPORTS Your Zone