ليلة ملكية في سباق كأس الملك
بعد انتهاء عطلة أعياد رأس السنة باسبانيا، دخل فريقا الريال واشبيلية مواجهة حارقة على ملعب البرنابيو ضمن دور 16 من كأس الملك.
زيزو وبعدما غابت عنه عناصر بحجم كريستيانو رونالدو، بايل، راموس، بيبي وبديلين كانا دائما أول الخيارات المطروحة في شخص كل من فاسكيز وكوفاسيتش، الفرنسي قرر عدم تغيير خطته ولعب بـ4-3-3 لكنه قرر الاعتماد على الأكثر جاهزية فقرر التضحية أولا ببنزيما ولعب بموراتا، كما قرر الزج بخاميس كجناح وهو من عانى في هذا المركز في كل مرة شارك فيها ما عدا في مناسبات قليلة ولعل أبرزها مباراة العودة أما اتليتيكو مدريد ضمن دوري الأبطال من موسم 2014-2015 وما ساعد الكولومبي في الظهور اليوم بوجه جيد خاصة في الشوط الأول هو المساندة الكبيرة من مودريتش الذي ما فتئ يكون بجانب متوسط الميدان الهجومي في كل مرة يلمس فيها الكرة هذا دون نسيان المساندة الهجومية للظهير داني كارفخال.
زيدان اعتمد على الضغط العالي وكان سلاحه الأبرز في هذه المباراة وعرف كيف يستغل حماس واندفاع لاعبيه الاحتياطيين لخدمة فكره في هاته المباراة فضغط على خصمه بشكل رهيب في مناطقه خاصة أن الأرجنتيني سامباولي يعمد على حبك الهجمة انطلاقا من مناطق دفاعه لكنه وجد أمامه جدار أبيض خنقه ومنعه من نقل الكرة للوسط وهو ما تجلى بشكل كبير في الهدف الأول للريال عندما ضغط موراتا على المدافع رامي الذي أرسلها بشكل خاطئ لصديقه نزونزي الذي وجد نفسه في موقف حرج نتج عنه قطع الكرة من كاسميرو ليستغلها خاميس بشكل رائع وبهدف جميل منح به التقدم لفريقه.
بعد الهدف لم يتراجع الريال للخلف كما ظن الكثيرون خاصة أن الفريق منقوض من أبرز ركائزه بل استمر ضغطه مما أتاح للملكي عدة فرص سواء من عمق الملعب أو على الأطراف كما أن هذا الضغط حرم اشبيلية من الوصول لمناطق الريال الدفاعية، بل تمكن فاران من إضافة هدف ثاني اثر ركنية بالمقاس من قدم الألماني كروس.
هدف ثاني وضع الريال في موقف مريح لكنه كاد يدفع الثمن اثر الاستسهال الذي وقع فيه لاعبو الفريق بعد ذلك لولا براعة كاسيا في لقطتين اثنتين كانا من الممكن أن تقلبا مجريات المباراة لو سجلت ولو واحدة منهما أولا عبر فيتولو الذي بقي وجها لوجه مع الحارس لكنه سدد كرة ارتدت لايبورا الذي اضاعها ببشاعة أمام المرمى الفارغ.
فيتولو عاد ليضيع انفرادا آخر بالحارس الذي عرف كيف يغلق زاوية التسديد في وجه المهاجم، بعد هاتين المحاولتين عاد الريال للضغط بعدما استشعر لاعبوه خطورة المنافس فتحصلوا على ضربة جزاء مشكوك في صحتها نفذها خاميس بنجاح موقعا على ثنائيته وثالث أهداف فريقه ليخرج الريال متفوقا بثلاثية منحته راحة كبيرة في مجريات الشوط الثاني.
كما لا يجب اغفال نقطة مهمة وهي دور اللاعب اسينسيو الذي يمكن اعتباره افضل لاعب في الليلة خلال عملية الارتداد الدفاعي ودائما ما كنا نجده يغطي على زميله مارسيلو في مرتدات الخصم وهي نقطة تحسب لزيدان خاصة أن البرازيلي تسبب في العديد من المرات في تلقي أهداف نظرا لنزعته الهجومية التي تطغى على أدائه.
بالنسبة للأندلسيين دخلوا المباراة بشاكلة 4-2-3-1 والتي تتحول لـ 4-4-2 في حالة امتلاك الخصم للكرة مع محاولة الاحتفاظ والسيطرة على الكرة لكن الأسماء التي بدأ بها سامباولي خيبت ظنه خاصة في الوسط وبالخصوص الثنائي نصري وغانزو، الأول كان بطيئا ربما مهارته تسمح له بالمراوغة لكنه كان يجد مشاكل في الانطلاقات السريعة خاصة أنه كان في مواجهة لاعب ككرفاخال، ثم هناك البرازيلي غانزو والذي فقد الكرة أكثر مما مررها لزملائه في مناطق الخطر للخصم بل كان تائها في وسط الملعب أما الحصار المفروض من الخصم، كما يعاب على اشبيلية عدم تعاملهم بشكل مناسب مع الضغط العالي للريال وكانوا دائما يحاولون بناء الهجمة من الخلف في حين كان من الممكن للأرجنتيني الاعتماد على الكرات الطويلة وهو من يمتلك لاعبن بطول فارع على غرار نزونزي، فيتولو وايبورا، كما أن الظهيرين ماريانو يمينا وايكوديرو يسارا لم نراهما سواء في الشق الهجومي أو الدفاعي وكانا شبه غائبين على الأروقة خاصة مع غياب المساندة من الجناحين فيتولو ونصري، كما أن الكرات الثابتة كانت تشكل دائما الخطر على دفاعات الأندلسيين نظرا لسوء تمكزهم ورقابتهم وهو ما اتضح بشكل جلي في هدف فاران.
الشوط الثاني انخفض مستواه مقارنة بالأول ولم يشهد الكثير مع استمرار ضغط نسبي للريال الذي عرف كيف يحافظ على النتيجة ليضع قدما في الدور ربع النهائي لكن وجب أن يتخذ الحيطة والحذر في ملعب سانشيز بيث خوان خاصة مع الضغط الجماهيري الرهيب الذي سيدب حماسا كبير في أقدام اللاعبين.
الريال اليوم كان ممتاز خاصة على المستوى البدني واتضح أن زيدان يعمل على منح الفرصة لكامل المجموعة لتكون عند حسن الحظ في كل مرة تمنح الفرصة لأي لاعب ولو في غياب أبرز العناصر الأساسية.