صدامات بارزة في نهائي المونديال بين نجوم فرنسا وكرواتيا
تبدو فرنسا مرشحة للفوز بكأس العالم للمرة الثانية في تاريخها الأحد في موسكو عندما تلاقي كرواتيا التي اضطرت إلى خوض التمديد في المباريات الثلاث الأخيرة قبل حجز بطاقتها إلى النهائي الأول في تاريخها.
بعد تأهلها السهل إلى الدور الثاني بفوز كبير على الأرجنتين 3-صفر في الجولة الثانية من المجموعة الرابعة، احتاجت كرواتيا إلى ركلات الجزاء الترجيحية لتخطي الدنمارك وروسيا المضيفة في الدورين ثمن وربع النهائي توالياً، قبل أن تحسم مواجهتها لانكلترا في نصف النهائي بعد التمديد.
في المقابل، حسم لاعبو المدرب ديدييه ديشان التأهل في الأدوار الاقصائية في الوقت الأصلي (90 دقيقة) بالفوز على الأرجنتين 4-3 والأوروغواي 2-صفر وأخيراً بلجيكا 1-صفر، وتمتعوا بيوم راحة إضافي لأنهم خاضوا نصف النهائي الثلاثاء (كرواتيا الأربعاء)، وهم يتطلعون إلى تعويض خسارة نهائي كأس أوروبا 2016 على أرضهم أمام البرتغال.
من جانبها، تسعى كرواتيا التي باتت أصغر بلد من حيث تعداد السكان يبلغ المباراة النهائية للمونديال منذ 68 عاماً، إلى اللقب العالمي الأول في تاريخها، وهي تعوّل على قوة الروح المعنوية للاعبيها الذين نجحوا في تحويل تخلفهم في المباريات الثلاث في الأدوار الاقصائية إلى انتصارات أدخلتهم تاريخ العرس العالمي من الباب الواسع.
في ما يلي ثلاث "معارك" متوقعة على أرض الملعب الأحد، قد يكون لها دور حاسم في ترجيح كفة منتخب على حساب الآخر:
مودريتش ضد بوغبا وكانتي
تألق مودريتش بشكل كبير في المونديال ويدين له منتخب بلاده بفضل كبير في بلوغه المباراة النهائية. بات نجم نادي ريال مدريد الإسباني مرشحاً بقوة للفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم بعدما ساهم في الموسم المنصرم بإحراز فريقه لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة توالياً.
هذا ما يطمح إليه بوغبا أيضاً، إلاّ أنّ أغلى لاعب في العالم قبل عامين، ضحّى ببعض مواهبه في خلق الفرص لمصلحة الفريق في روسيا.
شكّل بوغبا شراكة هائلة مع نغولو كانتي في قلب خط الوسط الفرنسي الذي ساعد في تحييد خطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبلجيكيين كيفن دي بروين وإدين هازار في طريق الزرق إلى المباراة النهائية.
إذا استطاع بوغبا وكانتي منع مودريتش من السيطرة على خط الوسط كما فعل في نصف النهائي على رغم التعب، ستخطو فرنسا خطوة كبيرة نحو اللقب العالمي الأول لها منذ 20 عاماً والثاني في تاريخها.
ماندزوكيتش ضد فاران وأومتيتي
غالباً ما يخبّئ الكرواتي ماريو ماندزوكيتش أفضل ما لديه للمواعيد الكبيرة، وليس هناك أكثر من تحامله على إصابته في الركبة لهز شباك انكلترا في نصف النهائي وضمان مقعد في المباراة النهائية لبلاده.
في المباراة النهائية، سيكون ماندزوكيتش في مواجهة قطبي الدفاع الفرنسيين رافاييل فاران وصامويل أومتيتي.
مهاجم يوفنتوس الإيطالي يملك سجلاً جيداً في مواجهة فاران. سجّل الهدف الوحيد لفريق السيدة العجوز في مرمى النادي الملكي (1-4) بطريقة أكروباتية رائعة في نهائية دوري أبطال أورويا 2017، وسجل ثنائية في المباراة التي فاز فيها الفريق الإيطالي 3-1 في نيسان/أبريل الماضي في سانتياغو برنابيو في إياب ربع نهائي المسابقة القارية (تأهل ريال مدريد لفوزه 3-صفر ذهابا)، كما وقّع هدف الفوز لأتليتكو مدريد في الكأس السوبر الإسبانية 2014.
سيستخدم ماندزوكيتش كحلقة محورية لمحاولة جلب مودريتش وإيفان راكيتيتش وإيفان بيريشيتش للهجوم، في مواجهة فاران الذي قدّم أداء هو من الأفضل لقلب دفاع في المونديال الحالي، وأومتيتي الذي أظهر صلابة في التعامل مع الهجمات الخطرة وحماية مرمى الحارس هوغو لوريس.
بروزوفيتش ضد غريزمان
أعاد المدرب زلاتكو داليتش لاعب وسط إنتر ميلان الإيطالي مارسيلو بروزوفيتش إلى التشكيلة الأساسية أمام انكلترا في نصف النهائي، فحرّر لاعبي الوسط مودريتش وراكتيتش من المهام الدفاعية، وتلقى كرات عدة من قطبي دفاع منتخب بلاده حيث فرضت كرواتيا استحواذاً كبيراً.
لم يتألق غريزمان في المونديال كما كان الحال في كأس أمم أوروبا 2016 عندما فاز بالحذاء الذهبي لأفضل هدّاف. جاءت أهدافه الثلاثة في روسيا من ركلتي جزاء وخطأ فادح لحارس مرمى الأوروغواي فرناندو موسليرا في إبعاد تسديدة بعيدة لمهاجم أتلتيكو مدريد.
ومع ذلك، تحسن مستوى غريزمان مع مرور المباريات فتحول إلى صانع الألعاب الرئيسي للمنتخب الفرنسي، وكان صانعاً لهدفي المدافعين فاران (الأول في مرمى الأوروغواي في ربع النهائي 2-صفر) وأومتيتي في مرمى بلجيكا (1-صفر) في الدور نصف النهائي.
سيحاول غريزمان استغلال طاقته وذكائه لإيجاد المساحة بهدف إمداد أوليفييه جيرو وكيليان مبابي إذا ما تراجعت مستويات طاقة لاعبي المنتخب الكرواتي. ستكون مهمة بروزوفيتش منعه من بذلك.