تقنية الفيديو تضرب مصداقية "العدل" في كأس العالم
انتظرنا إدخال تقنية الفيديو إلى مسابقة كأس العالم بفارغ الصبر متوقعين نيل كلّ ذي حقٍّ حقه، لكن حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر.
سيطرت تقنية الفيديو "الفار" على المشهد في كأس العالم، مع استمرار الأخطاء التحكيمية المؤثرة في نتائج المباريات بالرغم من مشاهدة هذه الحالات لأكثر من مرة ومن أكثر من زاوية عبر التقنية التي من المفترض أن تجد حلاً للأخطاء المؤثرة في المباريات.
وتساءل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن جدوى اعتماد تقنية الفيديو في ظل الأخطاء الفاضحة المستمرة في بعض مباريات كأس العالم، كما ذهب البعض إلى اعتبار هذه التقنية قد أدرجت لتخدم منتخبات معينة من خلال التغاضي عن حالات والاهتمام بأخرى.
وهناك شبه إجماع على عدم الجاهزية المثلى لتقنية الفيديو في بطولة كبرى مثل المونديال، إلا أنّ استخدامها تطوّر تدريجياً منذ اتخاذ قرار تطبيقها.
ويرفض الحكم الدولي السوري السابق تمام حمدون (أفضل حكم مساعد في آسيا 2008)، يرفض الانتقادات المبالغ بها بشأن تقنية الفيديو معتبراً أنّ الأخطاء قلّت كثيراً مقارنة بالبطولات التي لعبت بلا هذه التقنية.
ويرى حمدون أنّ التقنية ساعدت على نيل بعض المنتخبات حقها مثلما حدث عندما احتسبت بفضلها ركلة جزاء لصالح فرنسا 2-1 أمام أستراليا في الجولة الأولى وساعدتها على الفوز بالمباراة.
وعقّب الحكم الدولي الكويتي السابق سعد كميل على ركلة الجزاء التي طالبت بها مصر بحجة وجود مسك على مروان محسن في مباراة روسيا (د 78)، وقال كميل: "لا يمكن إعلانها نظراً لوجود مسك مشترك بين محسن ومدافع روسيا كوتيبوف"، متابعاً الفار يحسم فقط في الحالات الواضحة.
رأي الكاتب: تجاهل تقنية الفيديو لخطأ على إسبانيا أمام البرتغال جاء منه هدف، وتجاهلها لخطأ على البرازيل جاء منه هدف سويسرا يترك الكثير من إشارات الاستفهام.
كما أفاد خبيرنا التحكيمي جمال الشريف أنّ هناك العديد من الحالات التقديرية التي يصعب الحسم بها حتى في ظلّ استخدام تقنية الفيديو مشيراً إلى أنّ "الفار" يقلل من الأخطاء التحكيمية لكنه لن يتمكن من إيقافها بشكل قاطع.
ونتوقع أن يتحسّن استخدام تقنية الفيديو في الأيام القادمة من كأس العالم، إذ لا يمكن العتب على القرارات التي تحتمل الكثير من الجدل (حالة ركلة جزاء ريال مدريد الشهيرة أمام يوفنتوس في إياب ربع نهائي أبطال أوروبا)، لكن الأكثر حكمة يرتبط بالنشر المتواصل لبيانات توضيحية من طاقم التحكيم عن أبرز حالات المباراة وسبب استخدام تقنية الفيديو فيها من عدمه في حالات مؤثرة، خاصة وأنّ جني الكثير من الأموال بدأ يرتبط بنتائج المباريات وفيفا مطالب بمزيد من العدل والتوضيح.
- تقنية الفيديو ألغت هدفاً لإيران أمام إسبانيا (قرار صحيح)
- تقنية الفيديو تجاهلت خطأ على كوستا أمام بيبي (قرار خاطئ)
- هل رأت تقنية الفيديو حالة بيبي عند هدف البرتغال؟ (قرار غير واضح).