مبابي لن ينام بعد تربعه على عرش العالم
حرق الشاب الفرنسي كيليان مبابي المراحل بسرعة جنونية، بعد تألقه في موناكو ثم انتقاله إلى باريس سان جيرمان واستمرار تطوره مع بطل فرنسا جاء الوقت على فوزه بكأس العالم.
وتخطى مبابي مواطنيه تييري هنري (الهداف التاريخي للمنتخب) ودافيد تريزيغيه اللذين توجا بكأس العالم 1998 بعدما تخطوا العشرين بقليل، علماً أنهما لم يسجلا في النهائي.
بعد ذلك التتويج بعقدين من الزمن، بات مبابي ثاني أصغر لاعب يسجل هدفاً في مباراة نهائية لكأس العالم بعد الأسطورة بيليه عام 1958، قبل أن يتسلم جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة الحالية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحاضر الأحد في ملعب لوجنيكي بموسكو.
وقال مبابي بعد الفوز: "أنا سعيد جداً، لقد كشفت عن طموحاتي في بداية كأس العالم، وهي الفوز باللقب العالمي، هذه هي الأجواء التي كنا نرغب في أن نعيشها، نحن فخورون بأن نجعل الفرنسيين سعداء، وندرك أنّ كان لدينا هذا الدور أيضاً، ونرى أنهم سينسون كلّ مشاكلهم".
أضاف: "قلت دائماً إنني لا أريد أن أكون مجرّد عابر في عالم كرة القدم، التتويج بلقب كأس العالم يعتبر رسالة، جواز سفر لمواصلة العمل والقيام بشيء أفضل، أشعر برغبة في النوم، لكنني لن أنام، سنحتفل بما حققناه، سنعود إلى العمل في غضون أسابيع قليلة".
لم يكن مبابي يحلم بما حصل له على رغم موهبته، توج بطلاً لفرنسا قبل موسمين مع موناكو ثم انتقل إلى باريس سان جيرمان مقابل 180 مليون يورو قبل أن يتوج بطلاً للعالم مع فرنسا... وكل ذلك في أقل من عامين!
جاء هدفه في المباراة النهائية ضد كرواتيا (الرابع في نتيجة 4-2) ليحسم النتيجة لصالح فريقه بعدما تلقى كرة من لوكاس هرنانديز، فقام بحركة فنية ماكرة قبل أن يسدد في شباك الكرواتي دانيال سوباشيتش في الدقيقة 65.
لا يزال يتعلم
خاض مبابي حتى الآن 22 مباراة دولية سجل خلالها 8 أهداف ونجح في 5 تمريرات حاسمة، ولفت الأنظار في المواجهة ضد الأرجنتين لا سيما بفضل سرعته (32,4 كلم/ساعة بحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم +فيفا+) عندما حصل على ركلة جزاء وسجل هدفين في اللقاء الذي انتهى بفوز مثير للمنتخب الفرنسي 4-3.
أشاد به لاعب وسط منتخب فرنسا الفائز بمونديال 1998 يوري دجوركايف الذي قال في لصحيفة "لو فيغارو" السبت: "ثمّة مبابي والآخرون، بلغ بعداً جديداً من خلال أدائه الذي وضعه إلى جانب الكبار".
خاض مبابي أهم مباراة في مسيرته القصيرة نسبياً من دون توتر، بدا مبتسماً ومرتاحاً في النفق المؤدي إلى أرضية الملعب قبل بداية المباراة.
وكان قد لخّص النهائي بقوله لموقع الاتحاد الفرنسي للعبة: "أجدها كلعبة في الواقع (...) إذا لم تستمتع بخوض مباراة نهائية ما، لن تستمتع أبداً في حياتك! بطبيعة الحال، ثمة متطلبات يتعيّن عليك القيام بها من خلال التضحية من أجل المجموعة لكن يجب أن تستمتع ولأنك تخوض ذلك مرة في الحياة بكلّ تأكيد".
يتمتع بثقة عالية بالنفس لكنه تلقى بعض الانتقادات من خلال بعض تصرفاته عندما استأثر بالكرة بين قدميه محاولاً إضاعة الوقت في مواجهة بلجيكا في نصف النهائي.
ويقول زميله في صفوف باريس سان جيرمان البلجيكي توما مونييه في هذا الصدد: "إذا كان ثمة لاعبين أمثال (الفرنسي زين الدين) زيدان ورونالدو قد أصبحوا بمثابة أساطير، فلأنهم لعبوا بكبرياء ورغبة، هدفهم لم يكن القيام بأدوار سينمائية، مع مرور السنين والنضوج، سيفهم (مبابي) بأنّه إذا كان يريد أن يصبح أسطورة بدوره، فالسلوك يؤدي دوراً كبيراً في ذلك".
أولاه مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان عناية خاصة، ويظهر بشكل متكرر وهم يقدم النصائح له على أرض الملعب خلال المباريات.
قال بعد الفوز على الأرجنتين، وهي المباراة الأولى التي برز فيها مبابي في مونديال روسيا، إنّ ما قام به مبابي "جيد جداً، سلّط الضوء على ما هو قادر على فعله لاسيما في مباراة مماثلة".
وتابع: "على رغم كلّ الأمور الجيدة التي قام بها، ما زال في مرحلة تعلم"، ليختصر مسيرة مبابي بعبارة مقتضبة "في هذا العمر، نتعلم".