كأس العالم روسيا FIFA 2018 - هل أخطأ رونار بحق المغرب ؟
لا يختلف عاقلان حول القيمة الفنية للمدرب الفرنسي للمنتخب المغربي هيرفي رونار بيد أن نتائج أسود الأطلس أثارت جدلاً واسعاً بخصوص مسؤوليته في تلاشي حلم بلوغ الدور الثاني من المونديال الروسي.
محمد أنور قلمامي - موسكو
تعالت الأصوات المنتقدة للمدرب الفرنسي هيرفي رونار بعد خسارة المغرب أمام البرتغال على الرغم من العرض المحترم الذي قدّمه زملاء مهدي بنعطية أمس الأربعاء خلال مباراة المرحلة الثانية من المجموعة الثانية لحساب كأس العالم روسيا FIFA 2018.
وتنبع هذه الانتقادات من بوابة غياب مهاجم قنّاص يترجم سيل الفرص السانحة للتسجيل التي أتيحت للمنتخب المغربي خلال مباراتيه أمام إيران والبرتغال.
ويعود امتعاض شق من الجمهور المغربي وبعض وسائل الإعلام المحلية إلى خيارات الفرنسي على مستوى لائحة اللاعبين المدعوين للمشاركة في كأس العالم روسيا FIFA 2018.
وتردّد في الآونة الأخيرة اسم مهاجم الدحيل القطري يوسف العربي كأحد "ضحايا" خيارات الفرنسي الذي امتنع عن الاستنجاد بخدمات هداف دوري أبطال آسيا ودوري نجوم قطر وارتأى التعويل على الثنائي خالد بوطيب وأيوب الكعبي الذين فشلا حتى الآن في التسجيل.
مسؤولية رونار
حمّل شق من أنصار المنتخب المغربي وبعض الإعلاميين المسؤولية الكاملة للمدرب الفرنسي هيرفي رونار في فشل أسود الأطلس في تجاوز عتبة الدور الأول والخروج من الباب الضيق للمونديال الروسي.
ولام هذا الشق المدرب الفائز بلقب كأس أمم إفريقيا مرتين (مع زامبيا 2012، ثمّ مع كوت ديفوار 2015) على خياراته على مستوى الأسماء المشاركة على غرار يوسف العربي كما ذكرنا آنفاً وخصوصاً اختياراته الفنية على مستوى التشكيلة الأساسية.
وعاب المنتقدون على رونار تعويله على أشرف حكيمي على الجهة اليسرى في حين تألق اللاعب مع ريال مدريد الإسباني كظهير أيمن وكان أحسن معوّض لكارفاخال في عديد المناسبات.
كما استغرب البعض الآخر التعامل مع المباراة الافتتاحية أمام إيران من خلال إبقاء النجم نبيل درار على دكة الاحتياط والتأخر في إجراء التغييرات الضرورية مما أدّى إلى هزيمة مرّة كان لها وقع سلبي على معنويات أسود الأطلس.
مستقبل رونار مع أسود الأطلس
على الرغم من موجة الانتقادات التي طالت المدرب "العنيد" في اختياراته التكتيكية يرى العديد من متابعي المنتخب المغربي أن إيجابيات الفرنسي أكثر من سلبياته.
ويتقدّم الواقفين في صف رونار نجم الكرة المغربية سابقاً يوسف شيبو الذي عدّ الفرنسي من أفضل المدربين على الساحة حالياً وشدّد على ضرورة مواصلته المشوار مع أسود الأطلس وإتمام العمل الذي بدأه منذ عام 2016.
وأضاف شيبو أن الفرنسي انتشل الكرة المغربية من عهد الخيبات مما رفع في سقف الطموحات وهو أمر صحّي مشيراً إلى أنه من المهم الآن إنهاء المشاركة في المونديال بأفضل طريقة ممكنة ثمّ الإعداد الجيّد لكأس أمم إفريقيا المقبلة في الكاميرون.
كما دافع البرتغالي نونو غوميز عن رونار قائلاً إنه يقوم بعمل جبّار إذ استطاع في فترة قصيرة تكوين مجموعة متجانسة من اللاعبين المهرة وأكّد أن القادم أفضل بالنسبة للمغرب.
وعن الأخطاء التي قام بها الفرنسي ذكر غوميز أن رونار يعي جيداً ما يفعل وهو أقرب شخص للاعبين ويعرف كيف يختار تشكيلته وأسلوب لعبه.