رينو تستعد لشراء فريق لوتوس
يبدو أن الصانع الفرنسي رينو في طريقه للعودة بشكل كامل إلى حلبات بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد من خلال إعادة شراء فريق لوتوس.
وبدأت مرحلة العودة لرينو إلى الفئة الأولى في أواخر الشهر الماضي عندما تقدم الصانع الفرنسي بطلب شراء فريق لوتوس الذي يعاني من أزمة مادية.
وذكرت رينو في بيان أنّها وقعت مع "غرافيتي موتورسبورت"، الفرع المعني بالرياضة في شركة الاستثمارات المالية "جيني كابيتال" التي تملك فريق لوتوس، "ورقة نوايا بشأن استحواذ محتمل من قبل رينو على غالبية حصص فريق لوتوس في فورمولا واحد".
وكان التوقيع على هذه الورقة منتظراً منذ أيار/مايو الماضي عندما بدأ الطرفان مفاوضاتهما بشأن احتمال عودة الفريق إلى رينو التي باعته إلى لوتوس في 2011 بعد أن كان الصانع الفرنسي بوابة عودة الماركة البريطانية إلى عالم الفئة الأولى قبلها بموسم.
وأصبحت لوتوس التي سجلت في 2010 عودتها إلى فورمولا واحد للمرة الأولى منذ 1994، في بادئ الأمر الراعي الرسمي الأول لفريق رينو الذي أطلق عليه في 2011 اسم لوتوس-رينو ثم استحوذت عبر "جيني كابيتل" على كامل أسهم الفريق عام 2012 وصولاً إلى التخلي هذا الموسم عن محرك رينو الذي قاد الفريق إلى المركز الرابع في بطولة العالم عامي 2012 و2013 بفضل سائق فيراري الحالي الفنلندي كيمي رايكونن.
لكن المشاكل المالية للفريق الذي عجز عن دفع مستحقات موظفيه الـ400 في شهر أب/أغسطس الماضي ما دفع عراب البطولة بيرني إيكليستون إلى التدخل مالياً لمساعدته في هذه المشكلة، فتحت الباب أمام رينو للتفكير بالعودة الكاملة إلى البطولة اعتباراً من 2016.
"هذا التوقيع يشكل الخطوة الأولى نحو مشروع فريق رينو في بطولة العالم لفورمولا واحد موسم 2016، لنواصل بذلك التزام الأعوام الـ38 لهذه الماركة في البطولة"، هذا ما قاله الصانع الفرنسي الذي توّج بلقب السائقين والصانعين عامي 2005 و2006 مع الإسباني فرناندو ألونسو والذي ما زال متواجداً في البطولة من خلال تزويد فريقي ريد بول وتورو روسو.
وأكد الصانع الفرنسي أنه سيعمل في الأسابيع المقبلة على تحويل ورقة النوايا إلى اتفاق نهائي: "بشرط احترام جميع الشروط والأحكام بين الأطراف المعنية".
ولم يعرف حتى الآن متى سيتم التوقيع على الاتفاق النهائي بين الطرفين وذلك بحسب ما أكد أمس الجمعة المدير التنفيذي للوتوس ماثيو كارتر الذي قال: "بصراحة لا أعلم، نحن نعمل على بعض الأمور، من الواضح أن جميع الأطراف المعنية تريد الانتهاء من هذه المسألة بأسرع وقت ممكن وسنحاول أن نحل الأمور في أسرع وقت".
وأكد كارتر أن الفريق الذي يعتمد على السائق الفرنسي رومان غروجان منذ 2012 وزميله الفنزويلي باستور مالدونادو منذ الموسم الماضي، ما زال مركزاً على السباقات لكنه اعترف بأنّ التأخير في بت هذه المسألة يترك أثره السلبي على الفريق.
لكن العودة التي ستكلف شركة مثل رينو بين 100 و300 مليون يورو سنوياً، ليست منتظرة على الصعيد التنافسي خصوصاً في ظلّ معاناة المحرك الفرنسي في بطولة الموسم الحالي مع فريق ريد بول الذي هدد عبر مالكه ديتريتش ماتيشيتس بترك بطولة العالم بسبب التراجع "المخيف" في أداء الفريق الذي توّج بطلاً للسائقين والصانعين في أربعة مواسم متتالية بين 2010 و2013 لكنه يجد نفسه الآن متخلفاً بفارق 367 نقطة عن مرسيدس بعد 14 جولة.
وأطلق ماتيشيتس، المعروف بقلة الحديث علناً وأمام وسائل الإعلام، هجوماً قاسياً على رينو واتهم الشركة الفرنسية التي تزود ريد بول بالمحرك، بأنها تسبب الإحباط للفريق بأكمله.
ولم تكن المرة الأولى التي يتهجم فيها ريد بول على الصانع الفرنسي لكن تصريح المالك النمسوي كان الأقسى حتى الآن بحق رينو التي قادت الفريق إلى اللقب العالمي أربع مرات قبل صعود نجم مرسيدس في الموسمين الماضي والحالي بسبب التعديلات التي أدخلت على المحرك وأنظمة البطولة، يضاف إلى ذلك رحيل البطل الألماني سيباستيان فيتل إلى فيراري.
ويرتبط فريق ريد بول مع رينو بعقد حتى نهاية 2016 وقد بحث في إمكانية الحصول على محرك مرسيدس أو فيراري دون جدوى ما دفعه إلى اعادة التفكير بإمكانية إكمال العقد الذي يربطه بالصانع الفرنسي لكن الأخير ليس متأكداً من رغبته بمواصلة الشراكة بسبب الانتقادات التي وجهت إليه وذلك بحسب ما ألمح المدير الإداري لرينو سبورت سيريل إبيتيبول.