قرار الاعتزال ربما تطلب قدرا أكبر من الشجاعة من جانب نيكو روزبرغ بدلا من الاستمرار في حملة الدفاع عن لقب بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد بعد خسارته أمام البريطاني لويس هاميلتون زميله في مرسيدس خلال الموسمين السابقين.

بعد خمسة أيام فقط من تحقيق حلم الطفولة والفوز بلقب بطولة العالم، وقبل ساعات من تسلم الجائزة في فيينا، أعلن روزبرغ أمس الجمعة اعتزاله في قرار وقع كالصاعقة على جميع عشاق الفورمولا.

وقال روزبرغ بعد فوزه بلقب بطولة العالم يوم الأحد الماضي في أبو ظبي "فقط أريد أن احتفل واخرج كل ما بداخلي".

لكن في ذلك الوقت كان روزبرغ قد اتخذ قراره بأن سباق جائزة أبو ظبي الكبرى هو الأخير له بحسب ما أكده أمس الجمعة.

وقال في بيان عبر الانترنت "عندما فزت بلقب السباق في سوزوكا، منذ اللحظة التي أصبح فيها مصير اللقب في يدي، الضغوط الكبرى بدأت، وبدأت التفكير في إنهاء مسيرتي إذا اصبحت بطلا للعالم".

وأضاف روزبرغ "صباح يوم الأحد وقبل خوض سباق أبوظبي، كنت أدرك أنه سيكون السباق الأخير لي.. كنت اريد الاستمتاع بكل لكل جزء من التجربة واضعا في اعتباري بأنها من الممكن أن تكون المرة الأخيرة، وبعد إطفاء الأنوار ومشاركتي في أصعب 55 لفة في حياتي اتخذت القرار النهائي بهذه الخطوة ليلة الاثنين."

واعترف رئيس فريق مرسيدس توتو فولف بأنه فوجئ بقرار روزبرغ لكنه تحدث في نفس البيان عن "قرار شجاع وشهادة على قوة شخصيته".

وقال: " لقد اختار الرحيل وهو في ذروة مسيرته، كبطل عالم، محققا حلم الطفولة. قبلت قراره على الفور عندما قال لي".

لقد تحقق النجاح في 2016 بعد خسارة روزبرغ لقب بطولة العالم في الموسمين السابقين لصالح هاميلتون، ولكن هذه المرة فاز السائق الألماني في اول أربعة سباقات من الموسم، لكنه تعرض لتهديد واضح بعدما نجح هاميلتون في إزاحته عن الصدارة في منتصف الموسم.

وكرر روزبرج نجاح والده كيكي روزبرغ الذي توج باللقب عام 1982، لتكون المرة الثانية التي تشهد فيها بطولة العالم تتويج سائق ونجله باللقب، حيث توج جراهام هيل باللقب في عامي 1962 و1968 ثم فاز نجله دامون هيل في عام 1996.

وقال روزبرغ "أنا فخور للغاية للسير على نهج  والدي". ويحمل روزبرغ الجنسيتين الفنلندية والألمانية، ويتحدث خمس لغات لكن ليس من بينها اللغة الفنلندية رغم أنها اللغة الأم لوالده كيكي.

وولد روزبرغ في ألمانيا، لأمه الألمانية سينا، لكنه قضى أغلب حياته في موناكو ويقيم فيها حاليا مع زوجته فيفيان وابنته ألايا المولودة عام 2015.

وبدأ مسيرته الاحترافية عام 2006 مع فريق ويليامز قبل أن ينتقل إلى مرسيدس عام 2010 وكان شريكه خلال المواسم الثلاثة الأولى، هو النجم الألماني مايكل شوماخر صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج ببطولة العالم، وقد تعلم منه الكثير في مختلف نواحي الرياضة.

وجاء أول انطلاق لروزبرغ وأول فوز بسباق، في عام 2012، وذلك في سباق الجائزة الكبرى الصيني.

وفي عام 2013، انضم هاميلتون إلى مرسيدس لتبدأ هيمنة الفريق على سباقات فورمولا واحد في العام التالي، لكن لقب السائقين كان من نصيب هاميلتون في 2014 و2015 قبل أن ينتزعه روزبرغ هذا الموسم ليصبح ثالث بطل لفورمولا واحد من ألمانيا بعد شوماخر وسيبستيان فيتيل.

واعترف روزبرغ، الذي اعتزل بعد مشاركته في 207 سباقات وفوزه في 23 سباقا وحصوله على مركز الانطلاق الأول 23 مرة وصعوده لمنصة التتويج 57 مرة، بأن وصوله للقب بطولة العالم هذا الموسم تطلب منه جهدا خارقا.

وذكر روزبرغ " منذ 25 عاما في السباق، كان حلمي، أن أصبح بطلا لسباقات فورمولا واحد".

وختم السائق الألماني بالقول: " من خلال العمل الشاق، الألم، التضحية، كان هذا هدفي. والآن وصلت إليه. لقد تسلقت جبلي، انا على القمة، لذلك اشعر بسعادة غامرة ".