دوري الأمم الأوروبية بين الإيجابيات والسلبيات
يعد دوري الأمم الأوروبية في نسخته الأولى مادة دسمة للانتقاد أو التبجيل بسبب قوانينه الجدلية التي تحتمل القراءة من وجهتي النظر السلبية والإيجابية.
ويأتي دوري الأمم الأوروبية بعد أقل من شهرين من اختتام كأس العالم الذي توجّت به فرنسا ليضع المنتخبات الكبرى تحديداً أمام اختبارات قوية جداً قد لا تحتمل اللعب بعيداً عن الضغوط والحسابات.
مستويات متقاربة وخطر الاختبار
وستكون المستويات متقاربة بين المنتخبات التي وقعت مع بعضها في مرحلة المجموعات الأمر الذي يترك هامشاً طفيفاً لتجريب خطط أو عناصر جديدة لكن وجهة النظر الأخرى تبدو منطقية أيضاً.
ويتحدث بعض الإعلاميين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عن وضع مدربي المنتخبات الأوروبية في حيرة بسبب هذه البطولة، إذ ستلسط عليهم أقلام النقد في حال تلقيهم خسارة كبيرة أو عدم تقديم عناصرهم الجديدة التي يودون التعرف على مستوياتها دولياً بعيداً عن حسابات وجود فرصة أخرى للتأهل إلى بطولة أوروبا 2020.
الدوري (أ) وكشف المستويات
الدوري (أ) تحديداً سيلعب بضغوط تتجاوز حسابات التأهل أو الأداء الجيد، إذ سنجد ألمانيا مثلاً مهتمة جداً بالفوز على فرنسا وهولندا ضمن المجموعة الأولى لتجاوز خيبة الخروج من الدور الأول لكأس العالم، بينما ستسعى فرنسا لإسكات بعض الأصوات التي انتقدت تحفظها الدفاعي والذي قادها للقب المونديال.
هناك أكثر من فرصة للتأهل إلى بطولة أوروبا 2020، إذ لا يقتصر التأهل على المباريات التي ستجري في الشهرين المقبلين.
أما المجموعة الرابعة التي تضم اسبانيا وإنكلترا وكرواتيا فسينتج عنها خاسر دون شك مهما كانت النتائج، فإسبانيا تريد العودة للقمة عقب الخروج من ثمن نهائي كأس العالم وإنكلترا وكرواتيا ترغبان في تأكيد أن تأهل الأولى لنصف نهائي المونديال ووصافة الثانية له جاء نتيجة عمل متواصل وليس صدفة.
الاحتكاك خارج أوروبا محدود
ويقلل دوري الأمم الأوروبية من فرص احتكاك المنتخبات الأوروبية بمدارس من خارج القارة خلال فترات التوقف الدولية النادرة أساساً بسبب بطولات الأندية المتواصلة خلال الموسم.
وترى إحدى وجهات النظر أنّ اللعب مع منتخبات من أفريقيا أو أميركا الجنوبية وغيرهما من القارات ليس ضرورياً نظراً لطول فترة الالتقاء بهم في بطولة رسمية كبرى (مونديال قطر 2022)، كما أنّ اللعب معهم رغم قلته يبقى متاحاً لمن أراد.
وجهة النظر الأخرى تنتقد إجبار المنتخبات الأوروبية على الانغلاق الدولي خاصة وأنّ دوري الأمم سيقلل فرص إجراء مباريات مع دول بحجم الأرجنتين والبرازيل وهو ما سيحرم كبار أوروبا من فوائد فنية ومادية لا يمكن إنكارها.