هل يمر برشلونة في أسوأ حال له منذ عشر سنوات؟
تدرك جماهير برشلونة جيداً بأن الريمونتادا لا تحدث كلما احتجتها، ليس لأنها لحظة تاريخية فارقة فحسب، بل لأن فريقهم بالنظر لمستواه غير قادر بنسبة كبيرة على العودة كلما دعت إليها الجماهير.
هُمام كدر
أنهى برشلونة موسم 2007 – 2008 خالياً من أي صورة جميلة ما جعل جماهيره إذا ما قارنت راهناً سيئاً بماضٍ ليس ببعيد، فإنها تستدعي مباشرة أيام الهولندي فرانك ريكارد الأخيرة قبل التحولات الكبرى.
مرت الأيام وتسيّد برشلونة أوروبا والعالم في زمن بيب غوارديولا، المدرب الذي سار على نهج أستاذه يوهان كرويف مؤسس اللعب الجميل في كاتالونيا، بعد ذلك تتالى المدربون على الفريق الأول؛ من المتوفي فيلانوفا (1968-2014) إلى تاتا مارتينو وصولاً الزمن الحالي.
تبدلات لم تخلُ من فترات تصدع واضحة ومتفاوتة سواء في عهد فيلانوفا أو في زمن مارتينو، لتصل دفة القيادة إلى يد لويس إنريكي المدرب الذي لم يأتِ من فراغ تدريبي كما بيب، بل جاء إلى النادي بعد فترتي تدريب مع روما الإيطالي وسلتا فيغو الإسباني وإن كان بلا أي بصمة.
وبالنظر إلى مردود اللاعبين سواء من حيث الصورة الفنية أو من حيث الألقاب فإن الموسم الحالي الأخير في زمن اللوتشو هو الأشد قتامةً حتى الآن، فالفريق يتلقى الصفعة تلو الأخرى في الليغا، ويسقط بشكل مفجع (بالنسبة لجماهيره) في دوري أبطال أوروبا.
صدمة الرحيل انتهى مفعولها
السقوط المرير لبرشلونة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي 4-0 في ذهاب دور الـ16 من البطولة القارية الأعرق، وإن مُحيَ أثره بعودة إعجازية في الإياب 6-1، إلا أن الفريق وبخسارته في ذهاب الدور الموالي 3-0 أمام يوفي أثبت أنه لم يتعلّم من الدروس القريبة.
سقوط في عاصمة النور أدّى لتقييم المدرب لمستقبله مع النادي، فكان القرار بالرحيل مع نهاية الموسم، الأمر الذي عوّلت عليه جماهير برشلونة لحلول صدمة إيجابية فيما لو كان هناك فجوة نفسية بين المدرب واللاعبين كما هو بادٍ، وفعلاَ كان ذلك بعودة تاريخية في الأبطال.
ولكن المناصرين لميسي ورفاقه ما لبثوا أن وقَعوا في الحيرة مجدداً وتسألوا؛ مالذي يحدث للاعبين؟، إذ بعد الإعجاز مع سان جيرمان سقطوا أمام ديبورتيفو لاكورونيا في الليغا 2-1، ثم بعد أداء مُبهر ضد إشبيلية سقطوا أمام ملقا، وأخيراً لم تكن هناك أي ردة فعل حيال السقوط في الأندلس وأصبح الفريق على شفا الخروج من أمجد الكؤوس.
خسارة كان سببها بالدرجة الأولى أداء لاعبي يوفنتوس البطولي ومستواهم المتقدم عن منافسهم، ثم ما تلى ذلك من أخطاء مدرب في إدارة المباراة ولاعبين على مستوى الخطوط كافة، وإن بدرجات متفاوتة.
ليلة غاية في السواد للنادي الكاتالوني، بدأت بقرار حرمان نيمار من الكلاسيكو وانتهت بخيبة كبيرة في تورينو، ما وضَعَ النادي أمام احتمالية الفوز بكأس الملك فقط وذلك بنسبة كبيرة بعد تراجع حظوظه للحفاظ على لقب الدوري.
كأس لا يرضي أبداً عطش جماهير برشلونة لمزيد من الألقاب، والأهم لاستعادة زمام المبادرة في إسبانيا وأوروبا...