ناقوس الخطر يدق أبواب بايرن قبل دوري أبطال أوروبا
خسارة بايرن ميونيخ أمام هوفنهايم في ثالث مراحل الدوري الألماني بثنائية نظيفة على الرغم من سيطرة العملاق البافاري على اللقاء أكدت أن الفريق يعاني بشدة على الصعيد الهجومي.
أحمد النفيلي
شكلت الخسارة القاسية التي تلقاها العملاق البافاري بايرن ميونيخ بهدفين دون رد ضمن المرحلة الثالثة من دوري الدرجة الأولى الألماني صدمة كبيرة لعشاق قلعة البطولات الألمانية التي تستعد لخوض معترك دوري أبطال أوروبا بمواجهة أندرلخت البلجيكي في إطار الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثانية التي ستشهد أيضاً اختباراً صعباً لسلتيك الاسكتلندي الذي سيستضيف باريس سان جيرمان الفرنسي.
صدمة مسؤولي وجماهير البايرن لم يكن مصدرها فقط أن هذه هي الخسارة الثانية على التوالي للفريق أمام هوفنهايم وكانت الأولى في الرابع من نيسان /أبريل الماضي، ولكن الصدمة الحقيقية مبعثها أن الهزيمة أثبتت أن البايرن يعاني من مشاكل هجومية واضحة بسبب الاعتماد المطلق على هداف الفريق البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي أحرز 3 أهداف للفريق منذ انطلاق مسابقة الدوري مقابل هدف سجله المدافع نيكلاس شول إضافة إلى هدف أحرزه لاعب الوسط الفرنسي الوافد الجديد على الفريق كورينتين توليسو.
مجموع إنفاق بايرن في الميركاتو الصيفي بلغ 103.5 مليون يورو
- التعاقد مع كورنتين توليسو كلف خزانة النادي 41.5 مليون يورو
- ضم كينغسلي كومان بشكل نهائي بـ 21 مليون يورو
- التعاقد مع قلب دفاع هوفنهايم نيكلاس سول مقابل 20 مليون يورو
- ضم خاميس رودريغيس على سبيل الإعارة كلف النادي البافاري 13 مليون يورو
- ضم سيرج غنابري من بريمن مقابل 8 مليون يورو
تعالي وتكاسل في الميركاتو الصيفي
ولعل أحد أبرز سمات موسم الانتقالات المنتهي منذ أيام قليلة هي أن بايرن ميونيخ أصبح "كالمعتاد" يتعامل بنوع من التعالي مع الانتقالات، فهو من جانب لا يحبذ الاستغناء بسهولة عن لاعبيه إلا على سبيل الإعارة مثلما حدث مع لاعب وسطه البرتغالي ريناتو ساشيز المنتقل في آخر أيام الانتقالات بصعوبة شديدة إلى سوانسي الويلزي.
كما ان العملاق البافاري لا يريد أيضاً أن يزج بنفسه في الصراع على صفقات كبرى تكلف خزينة النادي عشرات الملايين، إذ أن نشاط بايرن عملاق الكرة الألمانية وأحد أهم وأبرز أندية القارة العجوز اقتصر على التعاقد مع توليسو من ليون الفرنسي مقابل 41.5 مليون يورو وهو أقل من نصف ثمن لاعبي المستوى الأول الذين كانوا نجوم موسم الانتقالات الصيفي مثل نيمار أو عثمان ديمبلي او حتى الثمن الذي عرضه برشلونة لضم كوتينيو من ليفربول، بل أن أكبر صفقات البايرن أقل أيضاً مما أنفقه إيفرتون الإنكليزي على سبيل المثال لضم الأيسلندي غيلفي سيغوردسون.
واقتصر كل نشاط بايرن في سوق الانتقالات على ضم المدافع نيكولاس سول من هوفنهايم وخاميس رودريغيز من ريال مدريد على سبيل الإعارة في صفقة لم تضف جديداً إلى الفريق الألماني بعد، إضافة إلى التعاقد مع الشاب سيرجي غينابري من فيردر بريمن قبل أن تتم إعارته فوراً إلى هوفنهايم تحديداً.
تكاسل شديد لإدارة البايرن في سوق الانتقالات نتج عنه أن الفريق أصبح لا توجد فيه بدائل حقيقية لركائزه الأساسية مثل فرانك ريبيري وآرين روبين وتوماس مولر البعيد تماماً عن مستواه منذ منتصف الموسم الماضي إضافة بالتأكيد إلى ليفاندوفسكي الذي اذا انخفض مستواه أو تعرض للإصابة فأغلب الظن أن بايرن سيعاني بشدة هجومياً بسبب عدم وجود أي بديل حقيقي.
بايرن تنتظره معارك بالغة الصعوبة هذا الموسم أبرزها سيكون في دوري الأبطال خاصة عندما يواجه باريس سان جيرمان بترسانته الهجومية المرعبة والتي أصبح يقودها حالياً نيمار وكافاني والوافد الجديد مبابي، وهو ما أثار مخاوف شديدة من أن العملاق البافاري سيعاني هذا الموسم في البطولة الغائبة عن خزائنه منذ عام 2013.
مواجهة هوفنهايم كاشفة
- أمام هوفنهايم لعب البايرن بتشكيلة (4-2-1-3) معتمداً على ثلاثي هجومي مكون من ليفاندوفسكي في العمق وعلى يمينه توماس مولر وفي الجانب الأيسر الفرنسي الشاب كينغسلي كومان علماً بأن أنشيلوتي مدرب الفريق أراح الكبيرين روبن وريبيري خوفاً من إنهاكهما قبل مواجهة أندرلخت في دوري الأبطال.
- الخسارة بثنائية لا تعبر أبداً عن سير اللقاء فالبايرن استحوذ على الكرة بنسبة 71% وأطلق 23 تسديدة على المرمى منها 6 تسديدات بين القائمين والعارضة وهي أرقام قد تؤكد أن الفريق في حال عدم توفيق "ليفا" سيعاني هجوميا بشكل كبير هذا الموسم مع الأخذ في الاعتبار أن البدائل غير موجودة أساساً حيث لا يوجد في البايرن أي رأس حربة صريح آخر وهو أمر يثير الاستغراب بشدة ، علماً بأن نظرية القادمين من الخلف أو اللعب بالأجنحة الطائرة أيضاً ستواجه صعوبة شديدة بسبب استحالة أن يلعب ريبيري وروبن موسماً كاملاً ويشاركاً باستمرار على صعيد الجبهتين المحلية والأوروبية.
إدارة البايرن أخطأت
وأخيراً فيجب الاعتراف بأن إدارة البايرن أخفقت تماماً في أن تدعم صفوف الفريق خلال الميركاتو الصيفي الماضي خاصة على الصعيد الهجومي، ولجأت إلى حلول يمكن أن نقول إنها أصبحت حالمة وغير واقعية مثل التعاقد مع شباب أو لاعبين مغمورين من البوندسليغا، وهو ما سيدفع ثمنه الفريق غالياً هذا الموسم إلا إذا نجح أنشيلوتي في تدارك الموقف سريعاً في الانتقالات الشتوية القادمة.