ألا إن الظلم الشؤم يا بوفون
قمة الألم أن تجد نفسك يائسا و لا تعطيها فرصة للخروج من دوامة مظلمة أركانها .. قمة القوة أن تتظاهر بها و أنت تعيش أشد مراحل ضعفك .. و قمة المجد أن تحارب يأسك بكل قوتك عند ضعفك لتبلغ هدفك...
مع كل سقوط تظهر طينة " جيجي " العظيم الذي خرج من جلباب الفشل في كل مرة ليعود أكبر مما كان ، فالمأتم في قاموسه عرس و نواح الحزن في معجمه أناشيد للبهجة أما ظلم الكرة له فهو التحدي الذي أنهك قواه ، فبين الظلم و العدل خيط رفيع لا يراه إلا أهل القلوب ، لكن قلب " بوفون " بلغ المنى و لم ينله , و رغم ذلك بقي صامدا ..
في أقل من ثلاث سنوات ، أعجز الظلم عملاق " الأتزوري " و حامي عرين قلعة " البياكونيري " ، و في عودة بشريط الذكريات لزمن ليس ببعيد عن يومنا هذا فالحارس " بوفون " لم يتمكن من بلوغ نسخة روسيا من بطولة كأس العالم بعد السقوط المدوي لمنتخب بلده إيطاليا أمام المنتخب السويدي في منعرج توقفت فيه مسيرته الدولية .. نكبة لم يكن وقعها خطيرا على قصة رجل تمكن من معانقة جميع الكؤوس المتاحة إلا واحدة فقط كانت عصية على رغباته الجامحة في رفعها عاليا و تقبيلها ، كأس الأذنين تعمدت تجاهل همسات " جونلويجي " المتغزل .. حاول مرارا و تكرارا و لكنها رفضت فماذا عساه يفعل أمام تعنتها ..
" بوفون " كان قائدا ليوفنتوس في نهائي " أولمبيا ستاديوم " بالعاصمة الألمانية برلين يومها أطاح به " ميسي " و زملائه محققين خامس ألقاب برشلونة و آخرها .. سنتين على ذاك النهائي ، أعاد تسجيل إسمه مع السيدة العجوز في نهائي كارديف عندها إنهار كبرياءها أمام ملوك مدريد الذين طعنوا قلب شباكه في أربع مناسبات قضت على أحلام الطليان بالضربة القاضية ..
نفسك يائسا و لا تعطيها فرصة للخروج من دوامة مظلمة أركانها .. قمة القوة أن تتظاهر بها و أنت تعيش أشد مراحل ضعفك .. و قمة المجد أن تحارب يأسك بكل قوتك عند ضعفك لتبلغ هدفك حتى و لو إستعصى عليك .. هكذا حال الحارس الإيطالي " بوفون " ، أو المكافح " بوفون " !