صورة ليو التاريخية تعيد للأذهان صورة الـMSN الشهيرة
"لم أر ليو ميسي يحتفل هكذا في حياتي، ركضتُ خلفه وأنا لا أدري ماذا يريد أن يفعل، ولم أدرك أنها ستكون واحدة من أكثر اللحظات الحاسمة في حياتي المهنية".
هُمام كدر
تلك كانت كلمات المصوّر المكسيكي سانتياغو غارسيس المتعاون مع نادي برشلونة منذ 4 سنوات، وكانت له الصورة التاريخية للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عندما خرج عن الصورة النمطية للاحتفال وذلك بعد تخطي برشلونة لمنافسه باريس سان جيرمان الفرنسي (6-1) في مباراة العودة من دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا معوّضاً خسارته في الذهاب 4-0 قبل نحو أسبوعين من الموقعة.
الصورة التي غدت أيقونة في وسائل التواصل والتي بالتأكيد سوف تدخل متحف النادي، التقطها المصور المكسيكي المحظوظ البالغ من العمر 42 عاماً، "عندما رأيت ميسي يريد الاحتفال لوحده مع الجماهير بقيت على مقربة من المشجعين، لكن كان هناك الكثير من الفوضى وامتلأت منطقة المصورين بالمشجعين وفي خضم دفع وتدافع وحتى قبلات من بعض المشجعين استطعت التقاط حوالي 50 صورة بينها هذه الصورة".
ربما ستصبح صورة ميسي الأكثر شعبية بين أوساط بطل إسبانيا خصوصاً في العصر الرقمي الجديد الذي ساهم في إنتشارها بشكل سريع، فعلى حساب النادي في فيسبوك المُتابع من حوالي 96 مليون شخص، قام 3.3 مليون برد فعل تجاه هذه الصورة، 2.6 مليون وضعوا شارة القلب "يحب" عليها، وشاركها أكثر من 235 ألف.
وأضاف: "هاتفي لم يتوقف عن الرنين في الأيام القليلة الماضية، الكل يريد تهنئتي على ما سمونه تحفة فنية".
الزميل الصحفي فهد شفيق المقيم في برشلونة والذي تواجد في كامب نو لتغطية المباراة التاريخية، يقول عن هذه الصورة: "للأمانة ميسي وقف وقفته تلك -فوق لوحة الإعلانات- عشرات المرات من قبل لكن موقع المصور وطريقة التقاط اللحظة وتزامنها مع سياق ملحمي وبطولي ...هو ما زاد من قيمتها كثيراً".
ويضيف شفيق: "الزميل المصور كان الإنسان المناسب في المكان المناسب والوقت المناسب واختار الشخصية المناسبة... كل العوامل تضافرت لإنجاح اللحظة".
قصة الصورة الشهيرة للـMSN
كامب نو، 11 كانون الأول/ يناير 2015. قدّم الـMSN عرضاً أخّاذاً وقادوا فريقهم برشلونة للفوز على أتلتيكو مدريد 3-1 سجل الأهداف (نيمار، سواريز، ميسي على التوالي).
وبعد الهدف الثالث كان لمصور وكالة رويترز ألبرت خيا (مواليد 1977) فرصة للتقاط صورة تاريخية للثلاثي ستصبح فيما بعد رمزاً لهم.
يقول المصور خيا إنه كان محظوظاً لأن اللاعبين ركضوا في اتجاهه ولأنه كان يصوّر بعدسة تستطيع إحاطتهم بشكل جيد "لم تكن هناك العديد من الصور للثلاثة معاً حتى تلك اللحظة".
ويتابع المصوّر الكاتالوني: "التقطُ لهم حوالي 40 صورة ثم اخترت الأفضل من حيث إظهار كامل الجسم، والثلاثة لديهم ابتسامات مختلفة ... وكان للصورة ضجة كبيرة في جميع أنحاء العالم وظهرت في بعض من أكبر الصحف في العالم، وهناك نسخة كبيرة الحجم من تلك الصورة الشهيرة معلقة الآن على جدار قسم الاتصالات في نادي برشلونة، وما زالت تستخدم مراراً كلما حقق ثلاثي الهجوم الشهير شيئاً من السحر".
عمل خيري
استفادت الجمعية الكاتالونية للأمراض الوراثية في برشلونة، من جمع عائدات بيع لوحة لرسام الكاريكاتير الإسباني فيزكارا جسّد فيها الثلاثي اللاتيني الشهير في أحد أيام شهر شباط/ فبراير من العام الحالي.
اللقطة الحُلم
من بين نحو 80 مصوراً كانوا متواجدين في ربع نهائي مونديال المكسيك 86 بين الأرجنتين وإنكلترا، مصورٌ واحدٌ فقط من الأرض المستضيفة المكسيك استطاع التقاط الصورة المعروفة للنجم الأسطورة دييغو مارادونا واحد من أعظم لاعبي كرة القدم في العالم.
ديفيد كانون المصور البريطاني البالغ من العمر 62 عاماً حالياً يقول عن تلك اللحظة: "ذلك المصور المكسيكي هو الوحيد الذي التقطها بهذا الشكل، وكان ذلك بعدسة قياس 855 ميليمتر، وهو ما يُظهر إلى أي مدى كان يعيش إثارة المباراة، الشغف بالرياضة والقدرة على التركيز بشكل كبير يمثلان العنصرين الأكثر أهمية بالنسبة للمصور الفوتوغرافي الرياضي".