فراس بن أحمد 

بعد أن قدّم فريق ريال مدريد الإسباني وصلة إبداعية من الانضباط التكتيكي والقدرة على الحسم في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في أرض بايرن ميونيخ (2-1)، تطرق البعض لكيفية تعامل كل من لويس أنريكي والفرنسي من أصل عربي زين الدين زيدان مع المباريات التي تكون خارج الديار. 

نتيجة مهمة قد تضع الفريق الملكي في نصف نهائي معتاد للمسابقة الأبرز في القارة العجوز وقد تُبعد كل الضغوطات عن كتيبة المدرب زيدان الذي أصبح خبيراً بهذه المسابقة.

زيدان رحل مع فريقه إلى مدينة ميونيخ من أجل العودة بنتيجة تسهل مشوار لقاء الإياب فأعد العدة بنظام دفاعي محكم رغم الاستحواذ الكبير من أبناء المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي على الكرة. فالمدرب الجزائري الأصل كان على يقين تام بأن مواجهات الكأس "تُربح ولا تُلعب" فحاول أن يحصن دفاعه ويعتمد على المرتدات التي تقوم أساساً على سرعة مهاجميه.

هكذا تعامل زيدان في الفترة الأولى من مجريات المواجهة التي كان فيها بايرن أفضل من ريال مدريد فسجل هدفاً وأهدر ركلة جزاء، خلافاً للويس إنريكي الذي قدّم هدية ليوفنتوس في الشوط الأول باعتماده على الفرنسي جيرمي ماتيو الذي بلغ من العمر عتياً أمام لاعبين أصغر منه سناً وأفضل منه إمكانيات على غرار الأرجنتيني باولو ديبالا والإكوادوري خوان كوادرادو ولم ينجح مدرب برشلونة في امتصاص شحنة البدايات من خلال تأمين الدفاع ثم التدرّج في المواجهة للخروج بها إلى بر الأمان.

وفي منافسات دوري الأبطال هذا الموسم، لم يفكر أنريكي في الوازع الدفاعي الذي كان سيجنبه هزائم كبيرة في ذهاب دوري الأبطال، صفر-4 أمام باريس سان جيرمان وصفر-3 أمام يوفنتوس، وهو على يقين بأن مشاكل الفريق قادمة من الخط الخلفي.

زيدان كان منسجماً متناغماً في مواجهة أليانز أرينا، إذ أنه تفطن لضعف أداء الويلزي غاريث بيل فسارع بإقحام اليافع ماركو أسينسيو الذي أحدث حركية وسرعة في هجوم ريال مدريد وكان وراء تمريرة حاسمة قتل بها مباراة الذهاب بتسجيل البرتغالي كريتسانو رونالدو الهدف الثاني.

في المقابل، يشعر عشاق برشلونة بأن أنريكي لا يحسن إدارة المباريات فغالباً ما ينطلق بتشكيلة سيئة ويحاول تصحيح الأمور أثناء المباراة لكنه يبعثر الأمور ويعكرها وهذا ما تجسد في إقحام البرتغالي أندريه غوميش الذي لا يمكن أن يكون لاعباً بمستوى سيرجيو بوسكتش ويعول عليه الفريق في صناعة الهجمات وتغيير نسق المواجهة والتحكم في وسط الميدان.

اللعب خارج الديار امتحان جيّد لمدرب يسعى لأن يعود لقواعده بأخف الأضرار (هزيمة بنتيجة طفيفة أو تعادل) والتعامل الجيّد مع المباريات التي قد تعود من خلالها بفوز، ومدرّب آخر تناثرت الفوضى من أفكاره فأضاع بوصلة التصرف الجيد عندما يكون فريقه خارج الخدمة من أجل جبر الأضرار. إذا هي ثنائية الاختلاف بين أنريكي – برشلونة وزيدان-ريال مدريد.