برشلونة "المتلون" يسحق روما بسداسية
"برسا" مختلف تماما عمّا كان عليه في الكلاسيكو أمام الغريم الازلي فريق ريال مدريد، فحكاية الاهداف الستة تقدم براهين برشلونة "المتلون" حسب صبغة المنافس.
هذا المقال نشر في beIN SPORTS YOUR ZONE
حقق فريق برشلونة فوزا ساحقا على ضيفه فريق روما الايطالي بنتيجة 6-1، في مباراة "كرنفالية" أقيمت على ملعب "كامب نو" أمس، في اطار الجولة قبل الأخيرة من دور المجموعات في دوري أبطال اوروبا.
وشهدت المباراة عودة النجم الارجنتيني ليونيل ميسي من الباب الكبير، حيث أكمل الضلع المفقود في "مثلث الرعب" للمرة الاولى منذ ما يقارب الستين يوما طوال 90 دقيقة، سجل من خلالها هدفين وصنع آخر للمدافع جيرارد بيكيه، فيما ساهم بالضلوع في باقي الأهداف، كجزء فاعل في المنظومة التي بدت "متلونة" غير قابلة على الانحياز الى لونٍ واحد.
لقد شاهدنا "برسا" مختلف تماما عمّا كان عليه في الكلاسيكو أمام الغريم الازلي فريق ريال مدريد، فحكاية الاهداف الستة تقدم براهين برشلونة "المتلون" حسب صبغة المنافس.
وسرعان ما "يتلون" الفريق- على نحوٍ بيّن- الى صبغة تتطلبه اللحظة، الهجمة، بناء اللعب، الضغط العالي على حامل الكرة. لقد أرعب برشلونة ضيفه القادم من العاصمة الايطالية، في أداءٍ سهلٍ وممتنع.
"الأهداف الستة"
تسرد الاهداف الستة حكاية "تلون" برشلونة التكتيكية، لا سيما وأن كل هدف يُحاك بطريقة تختلف عن سابقه، في محاولة الى احتواء الخصم من شتى أجزاء المسطح الاخضر، فعند الاخفاق في المرور من العمق، الذي يعد مطلبا رئيسا في اسلوب الفريق، يعمل على بناء الهجمة من الاطراف، عبر نيمار من اليسار وميسي من اليمين، فيما لا بأس باللعب العامودي المباشر بتمريرة "قاتلة" خلف المدافعين، كما فعلها بوسكيتس غير أن مصيدة التسلل نجحت في ايقاف ميسي..لا بأس اذاً بكسر الاعراف البرشلونية، لكن بحذر ودقة شديدين.
لكن ثمّة سؤال يُطرح، كيف بإمكان برشلونة القيام في كل تلك التكتيكات دفعة واحدة؟، إن استراتيجية الفريق تقوم على ذلك، الاستحواذ والتدرج بالكرة شيئا فشيئا الى مناطق الخصم، واستعادة الكرة لحظة فقدانها، وانتظار اللحظة المناسبة للانقضاض، من أبرز الرسائل الخططية التي يبثها برشلونة في كل مباراة، الا أن أحدا لا يقدر على ايقاف "البلوغرانا".
"الهدف الاول"
الدخول الى عرض الملعب من الاطراف، وتمرير الكرة خلف المدافعين، كسرت مصيدة تسلل قام في نصبها فريق روما، بيد أن التمريرة المخادعة أفشلت مساعي "الطليان" في ذلك الكمين، فاستلمها القادم من الخلف داني ألفيش، ومررها الى سواريز الذي اسكنها الشباك عند الدقيقة16.. لونُ أول، في وقت استعصت فيه باقي الحلول الهجومية.
"الهدف الثاني"
هدفُ يعيد للاذهان حقبة بيب غوارديولا، تلك التي كان يعمل فيها تشافي، انيستا وميسي على حدود الصندوق لمسات من "خيال" تنتهي بهدف رائع، فيما هدف أمس أعاد روح الـ "تيكي تاكا"، جملة فنية من 27 تمريرة انتهت في شباك تشيزيني عند الدقيقة 18 عبر اقدام ميسي، قبل أن "يطبخها" على نار هادئة نيمار وسواريز اخيرا الى "البرغوث".. لون آخر.
"الهدف الثالث"
سواريز مهاجمٌ فذ، يأخذ المكان المناسب داخل الصندوق وخارجه، الا أن موهبته تتفجر داخل المنطقة، بحيث من النادر أن يضيع فرصة داخل حدود المنطقة المحرمة، لذلك، يعمل نيمار وميسي بتفاهم واضح الى امداد المهاجم الاروغواياني، في الهدف الثالث، عندما يقوم نيمار بعمل عرضية يتراجع سواريز الى الخلف قليلا لكي يأخذ مكانا مناسبا، سواريز يتنبأ بشكل مميز ويتخذ قرارا استباقيا في الوقفة. وعند الدقيقة 44 ينجح في اطلاق قذيفة مقوسة على يمين الحارس.. لون ثالث.
"الهدف الرابع"
التحول المفاجيء من الدفاع الى الهجوم، اسلوبا دخيلا على قاموس برشلونة، فكثيرا ما نلاحظ هجمات معاكسة يقودها "مثلث الرعب" في أغلب الاوقات، معتمدين على سرعة البداهة والسرعة في آن، حيث نجح الفريق في كسب ركنية عند الدقيقة 55 اثر عكسية، استثمرها بيكيه بهدف عقب تمريرة ميسي.. لون رابع.
"الهدف الخامس/ السادس"
ان تفاهم ميسي، سواريز ونيمار يفوق الخيال، بإمكان الثلاثي كسر كل الحواجز الدفاعية بلمح البصر، من خلال تمريرة واحدة، لا شيء يفوق هذا السلاح الفتاك، الذي يعد لونا مهما على قميص "البلوغرانا"، فعند الدقيقة 60 يزيد ميسي من اوجاع الضيف بتسجيل هدف خامس.
وفي الهدف الاخير يتجسد تفاهم الثلاثي، على نحوٍ احترافي بيّن، عندما يفتح ميسي اشارة المرور امام نيمار بتنفيذ ركلة الجزاء، الا أن الاخير لم سكنها الشباك، وسجلها البديل ادريانو عند الدقيقة 77. تفاهم ثلاثي المقدمة من أهم الالوان التي يعتمد عليها اللوتشو لويس أنريكي، في برشلونة "المتلون".