أحمد النفيلي

قاربت التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2016 على نهايتها، حيث يتبقى من التصفيات الرئيسية عدد من المباريات ستقام مساء اليوم الثلاثاء، ولأول مرة في تاريخ كأس الأمم الأوروبية ستقام البطولة بمشاركة 24 منتخباً، إذ يقضي نظام التصفيات بتأهل الدولة المنظمة وهي فرنسا مباشرة بجانب أول وثاني مجموعات التصفيات التسع إضافة إلى أحسن فريق حصل على المركز الثالث في جميع المجموعات، فيما ستخوض بقية المنتخبات الثمانية التي حصلت على المركز الثالث الدور الحاسم الذي سيتأهل منه أربعة منتخبات إلى النسخة الخامسة عشرة من البطولة.

وبشكل عام فقد تأهلت إلى النهائيات حتى الآن أيسلندا والتشيك عن المجموعة الأولى، وبلجيكا وويلز عن الثانية وإسبانيا وسلوفاكيا عن الثالثة وعن المجموعة الرابعة صعدت مباشرة ألمانيا وبولندا، أما المجموعة الخامسة فشهدت تأهل إنكلترا وسويسرا وصعدت أيرلندا الشمالية ورومانيا عن السادسة فيما تأهلت النمسا وروسيا من المجموعة السابعة وحسمت إيطاليا تأهلها عن المجموعة الثامنة أما المجموعة التاسعة فحجزت بطاقتي المشاركة في اليورو القادم من خلالها كل من البرتغال وألبانيا.

والمثير أن هذه التصفيات شهدت العديد من الظواهر التاريخية والأحداث الهامة سنجملها فيما يلي.

1.    لأول مرة منذ تفتت تشيكوسلوفاكيا إلى جمهوريتي التشيك وسلوفاكيا يتأهل منتخبا الدولتين سوياً إلى بطولة مجمعة واحدة، الدولة الاتحادية التي تكونت عام 1918 باتحاد كل من التشيك والسلوفاك كان لها باع كبير على صعيد الكرة العالمية فقد حصلت على المركز الثاني في مونديالي 1934 و1962 فيما توجت بكأس الأمم الأوروبية عام 1976 وكان آخر ظهور لمنتخبها الأول على الساحة العالمية في مونديال 1990، ومنذ أن حدث الانفصال عام 1992 تأهلت التشيك إلى كأس أمم أوروبا خمس مرات أعوام 1996 و2000 و2004 و2008 إضافة إلى النسخة الأخيرة في 2012. كما شارك التشيك في مونديال 2006 فيما كان الإنجاز الوحيد لسلوفاكيا التأهل لنهائيات كأس العالم عام 2010، وهذه أول مرة في تاريخ الكرة العالمية يتأهل المنتخبان إلى ذات البطولة.

2.    هذه هي المرة الأولى منذ مونديال 1986 الذي تتأهل فيه ثلاث منتخبات من المملكة المتحدة إلى نهائيات أي بطولة عالمية كبرى، ففي مونديال المكسيك شاركت منتخبات إنكلترا واسكتلندا وأيرلندا الشمالية، أما في اليورو القادم فتشارك كل من ويلز وإنكلترا وأيرلندا الشمالية أيضاً.

3.    شهدت التصفيات المؤهلة ليورو 2016 حدثاً فريداً من نوعه وهو تأهل المنتخب الويلزي أخيراً إلى نهائيات بطولة كبرى لأول مرة منذ مونديال عام 1958 أي منذ 57 عاماً كما أنها المرة الأولى التي تشارك فيها "بلاد الغال" في نهائيات كأس الأمم الأوروبية منذ أن انطلقت البطولة عام 1960.

4.    نظل مع الجزر البريطانية حيث سيشهد التاريخ أن العجوز روي هودجسون "68 عاماً" قاد بلاده إنكلترا إلى أفضل إنجاز لها على الإطلاق في  تاريخ مشاركتها في أي تصفيات سابقة، إذ تمكن منتخب الأسود الثلاثة من حصد 100% من النقاط الممكن (30 نقطة من عشر مباريات) فيما سجل الفريق 31 هدفاً ودخل مرماه ثلاثة أهداف فقط.

5.    مع إنكلترا أيضاً حيث نجح فتاها الذهبي وقائد منتخبها واين روني في أن يصبح أخيراً الهداف التاريخي لمنتخب بلاده برصيد 50 هدفاً أحرزها في 107 مباراة دولية متغلباً على بوبي تشارلتون الذي سجل 49 هدفاً في 106 مباراة، روني أحرز هدفه الخمسين في مرمى سويسرا (2-0) في الجولة السابعة من التصفيات والتي أقيمت في الثامن من أيلول/سبتمبر من عام 2015.

6.    منتخب ألبانيا المتواجد في المرتبة الثانية والثلاثين عالمياً والـ21 أوروبيا شهدت تصفيات يورو 2016 الحالية حضوره التاريخي في أول بطولة مجمعة سواءً كانت قارية أو عالمية، فلم يسبق للمنتخب الألباني التأهل من قبل إلى كأس العالم أو كأس الأمم الأوروبية، الإنجاز الألباني جاء بعد أن ضمن المركز الثاني في المجموعة التاسعة برصيد 14 نقطة.

7.    منتخب أيسلندا كان هو نجم التصفيات الأوروبية الأول بدون منازع، فالمنتخب الذي كان يعد مغموراً منذ سنوات قليلة جداً والمتواجد في المركز 23 عالمياً و16 أوروبيا تمكن أخيراً من تذوق طعم التأهل إلى بطولة كبرى لأول مرة في تاريخه عقب حلوله في المركز الأول في المجموعة الأولى برصيد 20 نقطة متفوقاً على منتخبات كبرى في مقدمتها التشيك وهولندا وتركيا.

8.    سنوات عجاف طويلة شهدتها النمسا التي لم ينجح منتخبها في امتحان التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأوروبية في تاريخه من قبل وكان الظهور الرسمي الوحيد له في أمم أوروبا عام 2008 بوصفه منتخب الدولة المنظمة، الفريق كسر نحسه وانفجر في التصفيات الحالية محققاً أفضل تأهل في تاريخه إلى أي بطولة كبرى عقب تصدره المجموعة السابعة بـ28 نقطة جمعها من تسع انتصارات وتعادل واحد.

ظواهر محتملة 

•    ونتجه حالياً إلى الحديث عن ظواهر من المحتمل حدوثها مع ختام التصفيات الليلة، وأبرزها هو احتمالية غياب المنتخب الهولندي عن النهائيات الأوروبية إذا ما تمكنت تركيا من اقتناص نقطة واحدة على الأقل من ضيفتها أيسلندا، إذ في هذه الحالة ستودع هولندا التصفيات تماماً ولن تتمكن من بلوغ الملحق حتى مع فوزها على جمهورية التشيك، كون المنتخب التركي متفوقاً في المواجهات المباشرة، غياب المنتخب الهولندي عن نهائيات اليورو سيكون الأول منذ عام 1984 والمفارقة أن البطولة وقتها أقيمت في فرنسا أيضاً وحسمها الديوك بالفوز على إسبانيا في المباراة النهائية، كما أن هذا الغياب الـ"محتمل" للطواحين سيكون الأول لهم عن أي بطولة كبرى منذ مونديال عام 2002.

•    المجر التي حسمت تأهلها إلى الملحق الأوروبي وتبدو حظوظها قائمة في التأهل للنهائيات مباشرة كأفضل ثالث، لو كللت جهودها بشكل عام بالتأهل لنهائيات اليورو سيكون ذلك أول ظهور رسمي للمنتخب المجري في أي بطولة كبرى منذ المشاركة في مونديال عام 1986.