جائزة قطر الكبرى روسي يجدد الموعد مع الإسبان
تقص حلبة لوسيل القطرية الأحد المقبل الموسم الجديد من بطولة العالم للدراجات النارية حيث يتجدد الموعد في فئة موتو جي بي بين الايطالي فالنتينو روسي والكتيبة الاسبانية المكونة من زميله في ياماها حامل اللقب خورخي لورنزو ودراجي هوندا مارك ماركيز وداني بدروزا.
ويبدأ الموسم الجديد مع ذكريات ما حصل الموسم الماضي الذي اظهر بأن الحس الوطني اقوى من الزمالة وذلك بعدما تمكن "الحلف" الاسباني من حرمان روسي من لقبه العالمي الثامن في الفئة الكبرى والعاشر بالمجمل، وذلك لمصلحة لورنزو زميله في ياماها الذي خطف لقبه الثالث في فئة موتو جي بي في السباق الختامي من الموسم.
ودفع "الدكتور" روسي ثمن تهوره في السباق قبل الختامي في ماليزيا عندما أسقط ماركيز (هوندا)، بطل الموسمين السابقين، عن دراجته ما تسبب بتغريمه وفتح الباب امام زميله لورنزو لاحراز اللقب.
واسدل الستار على البطولة في معقل الاسبان على حلبة فالنسيا حيث دخل روسي الى السباق الختامي وهو متقدم على زميله لورنزو بفارق 4 نقاط فقط بعد تغريمه بحسم 3 نقاط من رصيده نتيجة تسببه باسقاط ماركيز عن دراجته في السباق الذي سبقه.
واضطر روسي الى الانطلاق من المركز الاخير في فالنسيا كجزء من العقوبة التي استأنفها "الدكتور" دون ان ينجح في رفعها عنه ما ساهم في حرمانه من لقبه الثامن في الفئة الكبرى (توج بطلا في 500 سنتم مكعب عام 2001 ثم في موتو جي بي اعوام 2002 و2003 و2004 و2005 و2008 و2009)، وذلك اضافة الى لقبيه في فئتي 250 سنتم مكعب (1999) و125 سنتم مكعب (1997).
وحصل الاحتكاك بين روسي وماركيز خلال اللفة السادسة من السباق الماليزي حين كان التنافس بين الدراجين على اشده على المركز الثالث، لكن الاسباني سقط عندما كان يحاول تجاوز الايطالي.
وقد اظهرت بعض الصور ان روسي وسع مساره عمدا لمضايقة منافسه الذي اتهمه باستخدام قدمه لإسقاطه عن دراجته.
واشتعلت حرب كلامية بين روسي وماركيز وامتدت على مدى بلديهما بعدما المحت وسائل الاعلام الايطالية الى وجود رغبة لدى الاسبان بعدم السماح لمواطنها بأحراز اللقب من خلال "تحالف" غير معلن مع زميل الدراج الايطالي في ياماها لورنزو.
واضطر الاتحاد الدولي للدراجات النارية الى التدخل من اجل وضع حد للجدل القائم في هذه القضية وطالب بعقد اجتماع مع الدراجين والفرق خصوصا بعد ان اخذت المسألة منحى مبالغا به حيث دافع رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي عن ماركيز فيما اتصل نظيره الايطالي ماتيو رينزي بروسي من اجل مساندته.
وفي الحصيلة النهائية، توج لورنزو بطلا للعالم للمرة الثالثة بعدما أحرز المركز الاول في سباق فالنسيا، متقدما على مواطنيه ثنائي هوندا ماركيز وبدروزا، فيما جاء زميله روسي رابعا بعدما قدم سباقا رائعا كونه انطلق من المركز الاخير لكن ذلك لم يكن كافيا للمحافظة على الصدارة التي تربع عليها منذ بداية الموسم الذي تألق فيه من خلال الصعود الى منصة التتويج في السباقات الـ14 الاولى (بينها اربعة انتصارات).
ورغم نفيه وجود اي تحالف مع مواطنيه ماركيز وبدروزا على حساب زميله في ياماها، اعترف لورنزو بان مواطنيه ساعداه في السباق الختامي من خلال عدم محاولة تجاوزه، قائلا في هذا الصدد: "كانا على معرفة بما يوجد على المحك. وواقع انهما اسبانيان مثلي، ساعدني كثيرا. لو كنا في سباق ضمن ظروف مختلفة لحاولا تجاوزي لكن هذا الامر لم يحصل (في فالنسيا)".
وواصل: "لو كان فالنتينو في موقعي والدراجون الايطاليون خلفه، لفعلوا الامر ذاته".
وفي ظل الظروف المتشجنة التي اختتم بها الموسم الماضي، يتحضر الجميع لاجواء مشحونة في 2016 مع بقاء روسي ولورنزو في الفريق ذاته.
هل يكون 2016 الموسم الاخير لروسي؟
وقد يكون موسم 2016 الاخير لروسي خصوصا في حال لم يتمكن من احراز لقبه العالمي الثامن في الفئة الكبرى.
ويأمل روسي دون شك ان يحقق ثأره من زميله الاسباني الذي طالبه "الدكتور" بالمزيد من الاحترام خلال تقديم الدراجة الجديدة لياماها "واي زي ار - ام 1".
وكشف روسي (37 عاما) خلال حفل تقديم الدراجة الجديدة بانه يتمنى مواصلة مشواره لما بعد موسم 2016، مؤكدا في الوقت ذاته بانه ينوي انهاء مسيرته مع ياماها: "اريد التسابق لما بعد 2016 ايضا لكن في كافة الاحوال سأنهي مسيرتي في ياماها".
وواصل: "سأحاول ان اكون بنفس المستوى الذي كنت عليه في العامين الماضيين، هذا هو هدفي، وسنرى خلال تقدم البطولة إذا كنت قادرا على المنافسة على اللقب".
اما عن علاقته بزميله لورنزو، قال روسي: "لطالما احترمت خورخي لورنزو، لكن احترامه لي كان اقل قدرا. لنأمل ان يكون الاحترام متبادلا هذا الموسم".
ومن المؤكد أن روسي سيقدم كل ما لديه لكي يرد على لورنزو الذي قال بعد تتويجه في فالنسيا بان الايطالي فوت عليه الفرصة الاخيرة للفوز بلقبه العاشر.
وقال لورنزو حينها: "يدرك بأنه أهدر هذا العام فرصة الفوز بلقبه العاشر وهذا امر يصعب تقبله. من الواضح ان هناك دراجين شبان أسرع منه. لم يكن هذا الجدل ليحصل لو تمتع فالنتينو بسرعة مارك (ماركيز) او سرعتي ولو فاز بالمزيد من السباقات".
لكن هذا الموقف الاستفزازي لم يكن موجودا عند لورنزو خلال تقديم الدراجة الجديدة اذ اكد بان لا مشكلة لديه مع روسي، املا في الوقت ذاته ان يذهب لقب 2016 لأي من دراجي ياماها.
واضاف: "امل ان ينتهي الموسم المقبل مثلما انتهى الموسم الماضي لكن مع ان تصبح خصومتنا (بينه وبين روسي) خلفنا. امل ان افوز باللقب مجددا، لكن إذا لم اتمكن من ذلك فأمل ان يحرزه فالنتينو. الامر الأهم هو ان يفوز الفريق".
اما عن علاقته بزميله الايطالي، فقال لورنزو: "الوضع بالنسبة لي طبيعي، كما كان سابقا. لا مشاكل لدي مع أحد، ان كان روسي، ماركيز او بدروزا. سأصافح الجميع".
السباق الافتتاحي
ويأمل روسي ان يستهل الموسم الجديد الذي يعود اليه صانع الاطارات الفرنسي ميشلان للمرة الاولى منذ 7 اعوام بعد انسحاب بريدجستون، بفوز ثان على التوالي في قطر وخامس في تاريخ مشاركاته في هذا السباق: "هذا السباق الاول سيكون مهما للغاية لتكوين فكرة عن القدرة الحقيقية للدراجات والدراجين".
اما زميله لورنزو الذي قدم مستوى جيدا في التجارب الشتوية في قطر بالذات وماليزيا، فقال بدوره: "انا قادم الى هنا بثقة عالية جدا لكن يجب ان نبقي اقدامنا على الارض لأن شيئا لن يحسم قبل ليل الأحد"، اي بعد انتهاء السباق الذي يقام تحت الاضواء الكاشفة.
وعلى روسي والكتيبة الاسبانية ان تخشى دوكاتي ودراجيها الإيطاليين اندريا يانوني واندريا دوفيتسيوزو القادرين على تحقيق المفاجأة في هذا الموسم الذي يشهد تعديلا تقنيا بارزا يقضي بتزويد الفرق بوحدة تحكم الكترونية موحدة قد تجعل مستوى الدراجات متقاربا وتعزز امكانية دخول أكثر من منافس على خط اللقب حتى نهاية الموسم ومن بينهم دراجا هوندا ماركيز وبدروزا رغم معاناتهما في التأقلم مع الدراجة الجديدة "هوندا ار سي 213 في" خلال التجارب الشتوية الثلاث.