ليستر سيتي يقتحم عرين الكبار
بالكثير من التضحية والإيمان والصبر والعطاء، فرض ليستر سيتي نفسه على كبار إنكلترا وخطف لقب الدوري.
جاء تتويج ليستر سيتي بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم مخالفاً جميع التوقعات، نجاحاً عظيماً لفريق تمكّن بفضل إمكانيات ضئيلة تحقيق ما فشلت في تحقيقه أندية النخبة التي انفقت أموالاً طائلة.
في بداية الموسم، منحت مكاتب المراهنات نسبة واحد على 5 آلاف لليستر لكي يتوّج باللقب وكان الأمر طبيعياً لأن ليستر نجا بأعجوبة من الهبوط إلى الدرجة الأولى نهاية الموسم الماضي.
لكن الثقة العالية بالنفس من قبل اللاعبين الذين بذلوا جهوداً خارقة رافعين مصلحة الفريق فوق كل اعتبار ووجود مدرب ملهم هو الإيطالي كلاوديو رانييري، ساهم في تحقيق المعجزة بإحراز اللقب ليقلب ليستر سيتي الطاولة على الجميع.
ووصف رانييري ما تحقق بأنه "انتصار للاعبين اعتبرتهم الأندية الكبيرة صغار القامة أو بطيئين ولم تتعاقد معهم".
وتابع: "ما حصل مع لاعبي ليستر يمنح الأمل لكل لاعب يقال له بأنه لا يملك المستوى الكافي لكي يبدع في مجاله".
الملهم الأكبر فكان المدرب رانييري الذي لم يلق تعيينه حماساً كبيراً من قبل أنصار النادي وبعض النقاد.
نجح رانييري في استغلال الزخم لفريقه بعد أن فاز في سبع من مبارياته التسع الأخيرة الموسم الماضي لينجو من الهبوط بإشراف مدربه السابق نايجل بيرسون، لكن تورط نجل الأخير بفضيحة جنسية في تايلاند جعله يدفع الثمن من خلال اقالته من منصبه.
لم يقم رانييري الذكي بإحداث ثورة في صفوف الجهاز الفني وأهم خطوة قام بها كان احتفاظه بالمسؤول عن التعاقدات ستيف وولش.
وأشاد شمايكل بمدربه بقوله: "الشيء الأهم والذي يجدر تقديره في كلاوديو رانييري بأنه لم يقم يتغيير كل شيء".
تعاقد الفريق مطلع الموسم مع هوث والنمساوي كريستيان فوكس والياباني شينجي أوكازاكي ولاعب الوسط نغولو كانتي.
وبنى رانييري فريقه على دفاع صلب مع الاعتماد على الهجمات المرتدة مستغلا سرعة محرز وفادري.
تصدر ليستر الترتيب في اليوم الأول بفوزه على سندرلاند 4-2 وعاد إليها في تشرين الثاني/نوفمبر. عاش فترة صعبة مرة واحدة خلال الموسم عندما حقق فوزا واحدا في خمس مباريات في مطلع العام الحالي، لكنه حتى الان لم يخسر سوى ثلاث مباريات.
لم يكتف ليستر سيتي بإحراز اللقب، بل سيشارك الموسم المقبل في دوري ابطال اوروبا للمرة الاولى في تاريخه، ويأمل انصاره ان يبقى نجومه في صفوفه موسماً آخر ولم لا تحقيق مفاجأة اخرى على الصعيد القاري.