رانييري ينال "جزاء سنمار"!!
قررت إدارة نادي الثعالب الانجليزي الإطاحة بالمدرب الايطالي كلاوديو رانييري، رغم الإنجاز التاريخي غير المتوقع الذي حققه الفريق الموسم الماضي بالفوز بالبريمييرليج، فاستحق أن ينال "جزاء سنمار" .
دوّى خبر إقالته كالرعد في سماء شرق وسط انجلترا، فمن يصدق أن رانييري خارج حسابات الثعالب بعد ان قادها للقب لا يصدق، الناس في لستر ما يزالون يرون لحظة تتويج فريقهم بالدوري الانجليزي الممتاز كأنه حلم لا يريدون الاستفاقة منه، إلا أن جزاءه لم يكن أقل مما كوفئ به سنمار في عهد المناذرة من قبل ملكهم النعمان بن المنذر، وإليكم القصة:
كان يامكان في زمان ليس ببعيد، مالك قادم من بلاد التايلاند، اسمه افيتشاي سرفيدانبرابا، اشترى ناديا انجليزيا مغمورا، وأراد أن يحقق به لقبا كبيرا، يباهي به (على الاقل) الاندية التي في مستواه ويفاخرهم به مدى الحياة. سأل المالك التايلاندي عن المدربين والتقنيين في العالم، فلم يجد أمهر منهم وأكثر تجربة من رجل اسمه رانييري.
وقال المالك للمدرب الجديد: أرسلت في طلبك لتحقق لي انجازا لم ير الناس له مثيلا في لستر، وسوف أكافئك مكافأة عظيمة..
قال رانييري: يشرّفني أن يطلب مني المالك ذلك، سوف أحقق لك يا مولاي إنجازا ما رأى الناس في لستر مثله من قبل، ولن يكلّفك ذلك الكثير، وسوف أحتاج إلى بعض الاموال.
قال المالك التايلاندي: اطلب ما تشاء، وستجده بين يديك في لحظات، المهم أن يكون الانجاز في أقصر وقت ممكن..
مكث سنمارعصره ليالي واياما يعد ويخطط لجلب مواهب قد تحقق مبتغاه، ثم اختار لاعبين بأقل الاسعار رأسمالهم حلم الظهور في الدوري الممتاز، وبدأ في البناء، واستمر بالعمل ليالي و أيام وأسابيع عدّة بلا راحة ولا استسلام وبدأ الحلم يكبر ويكبر حتى أضحى حقيقة..
وفي غفلة من بقية الخصوم انتهى الدوري وأصبح اللقب في يد رانييري، وذهب به إلى المالك وقال: اللقب بين يديك يامولاي، فرح المالك التايلاندي بشدة، وكان مشتاقا ومتلهّفا لمعانقة اللقب. ولمّا حضر أعجب بسحر وجمال، وشكر رانييري على جهده وبراعته وفنّه، وقال ما كنت أتخيّل أبدا – يا رانييري – ان اللقب سيكون بهذه السحر والجمال ! إنّك تستحق جائزة كبيرة... وبعد أيام وأمام انشغال الجميع بالانجاز الجديد، وكثرت الظغوط على رانييري وفريقه من كل جانب، وأمام خوف المالك التايلاندي ألاّ يصنع العجوز الايطالي معجزة أخرى قد تنسي الناس شهرة الملك في لستر، أو صنع ملحمة أخرى مع غيره، ففكر المالك في قتله في الحين، باسقاطه من اعلى أسوار برجه كينغ باور وفي هذا التاريخ بالذات.
لكن الفرق بين سينمار ورانييري أن الأول مات في الحين والثاني لفظت الموت روحه، ليتنفس أوكسجين الكرة من جديد ولكن من يعلم أين سيصنع أخرى المعجزات؟