أندية الـ"بريميرليغ" تنفق بسخاء في سوق الانتقالات
أندية الدوري الإنكليزي الممتاز تلقي بثقلها في الميركاتو الشتوي وتتسيّد قائمة المنفقين في انتظار رد فعل "التنين" الصيني.
أنفقت أندية الدوري الإنكليزي الممتاز بسخاء في سوق الانتقالات وبلغ إجمالي ما أنفقته 215 مليون جنيه استرليني (250.5 مليون يورو / 270.5 مليون دولار) على صفقات اللاعبين خلال فترة الانتقالات الشتوية التي انتهت مساء الثلاثاء.
وبلغ إجمالي حجم إنفاق الأندية على الانتقالات خلال هذا الموسم (انتقالات صيفية وشتوية) 1.38 مليار استرليني (1.62 مليار يورو) ليكون رقماً قياسياً جديداً للمسابقة.
وكشف خبراء بمجموعة "سبورتس بيزنس" التابعة لمؤسسة "ديلويت" للتحليل المالي، اليوم الأربعاء أنّ حجم إنفاق الأندية الإنكليزية خلال كانون الثاني/يناير المنقضي هو الثاني في سجل إنفاقها خلال فترات الانتقالات الشتوية، لكنّ أندية الدوري حققت بالفعل صافي أرباح بلغ 40 مليون استرليني (47 مليون يورو)، وهي نتيجة غير مسبوقة.
وأنفقت أندية الدوري الممتاز مبالغ إجمالية وصلت إلى 60 مليون استرليني (نحو 70 مليون يورو) أمس الثلاثاء في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الشتوية، وهو أعلى حجم إنفاق منذ عام 2011 والثاني في التاريخ على مستوى اليوم الأخير من فترة الانتقالات الشتوية.
ولم تكن أندية القمة أو الأندية الكبيرة هي الأكثر إنفاقاً على سوقانتقالات اللاعبين الشتوية حيث أنفقت الأندية صاحبة المراكز الستة الأخيرة بجدول الدوري الإنكليزي 110 ملايين استرليني (128.6 مليون يورو) وهو ما يزيد على 50 بالمائة من إجمالي حجم إنفاق الأندية العشرين مجتمعة.
وعلى سبيل المثال، أنفق نادي ساوثهامبتون نحو 14 مليون استرليني (16.5 مليون يورو) لشراء مانولو غابياديني من نابولي الإيطالي فيما أبرم بيرنلي صفقة قياسية في تاريخه بضم روبي برادي من نورويتش سيتي مقابل 13 مليون استرليني (15.2 مليون يورو).
ورغم هذا، كانت الصفقات الأعلى قيمة من نصيب لاعبين رحلوا عن الدوري الإنكليزي، حيث ساهمت صفقات بيع أوسكار وديمتري باييه وأوديون إيغالو وممفيس ديباي في تحقيق الدوري الإنكليزي لهامش ربح.
وقال دان جونز، الشريك في مجموعة "سبورتس بيزنس" إنّ الأندية المتعثرة في المسابقة ركزت على الاستثمار من أجل مستقبلها.
وأضاف في بيان "مثلما كان الحال في العام الماضي، كانت الأندية أصحاب المراكز الأخيرة هي الأكثر إنفاقاً في سوق انتقالات كانون الثاني/يناير، حيث استثمرت المال في شراء لاعبين جدد أملاً في البقاء بالدوري الممتاز".
وأوضح: "هذا ليس مستغرباً في ظل اعتماد الأندية على عائدات البث التليفزيوني لمباريات الدوري الممتاز".
ورغم هذا، قد تستعيد الأندية الصينية الصدارة من نظيرتها الإنكليزية في حجم الانفاق بسوق الانتقالات الشتوية.
وأنفقت الأندية الصينية 200 مليون يورو (215 مليون دولار) في سوق الانتقالات هذا الشتاء حتى الآن ولكنها تستطيع التفوق على إنفاق الأندية الإنكليزية نظراً لامتداد سوق الانتقالات الشتوية لدى أندية الصين حتى 28 شباط/فبراير الحالي.
وعلى أي حال، جاء تدخل الاتحاد الصيني للعبة بتقليص عدد اللاعبين الأجانب في كل ناد صيني من أربعة لاعبين إلى ثلاثة لاعبين كحد أقصى للتواجد سوياً على أرض الملعب ليحدّ قلق الأندية الآسيوية السخية في سوق الانتقالات.
وكانت أندية الصين أنفقت في 2016 نحو أربعة مليارات يوان (نحو 580 مليون دولار) للتعاقد مع لاعبين أجانب.
وكانت أكبر صفقة في فترة الانتقالات الشتوية من نصيب نادي شنغهاي سيبغ الذي ضم البرازيلي أوسكار من تشيلسي الإنكليزي مقابل 60 مليون يورو بخلاف حصول اللاعب على راتب أسبوعي صافي يبلغ 417 ألف يورو، حسب ما أفادت تقارير صحفية.
ووصف أولي هونيس رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني هذا الإنفاق ببذخ من قبل الأندية الصينية بأنه "أمر مجنون" فيما يرى نجم كرة القدم الألماني الدولي السابق شتيفان إيفنبرغ الأمر بشكل مختلف حيث قال: "هذا ليس جنوناً. يحدث هذا عندما ترغب الدولة في أن يكون لها دور في ساحة كرة القدم الدولية".
ولم يكن غريباً أن يستحوذ باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي طالما اجتهد ليحجز لنفسه مكاناً متقدماً بين أندية النخبة الأوروبية، على ثاني أكبر صفقة خلال الشهر المنقضي حيث تعاقد مع الألماني الدولي جوليان دراكسلر من فولفسبورغ مقابل 40 مليون يورو، حسب ما أفاد موقع "ترانسفير ماركت" .
وتأتي في المركز الثالث صفقة انتقال البرازيلي غابرييل جيسوس إلى مانشستر سيتي مقابل 32 مليون يورو.
ويبدو السبب واضحاً وراء إنفاق أندية المراكز الأخيرة في الدوري الإنكليزي ببذخ على تدعيم صفوفها حيث ترغب هذه الأندية في البقاء بدوري الدرجة الممتازة من أجل الحفاظ على نصيبها من العائدات المالية لحقوق البث التلفزيوني.