بايرن ميونيخ يقيل مدربه كارلو أنشيلوتي
أعلن نادي بايرن ميونيخ الألماني، الخميس إقالة مدربه الايطالي كارلو انشيلوتي غداة الخسارة المذلة أمام مضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي صفر-3 الأربعاء في دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
وكان المدرب البالغ من العمر 58 عاماً، قاد النادي الألماني الموسم الماضي إلى لقبه الخامس توالياً في البوندسليغا، إلا أنه يقدم بإشرافه أداء متواضعاً مطلع هذا الموسم، توج بالخسارة القاسية أمام مضيفه الفرنسي في ثاني مباريات المجموعة الثانية لدوري الأبطال.
وغداة الخسارة، أعلن النادي البافاري في بيان أنه "عقب تحليله للخسارة صفر-3 في مسابقة دوري أبطال أوروبا في باريس، أعفى نادي بايرن ميونيخ مدربه كارلو أنشيلوتي من مهامه".
وسيتولى مساعده ويلي سانيول، الدولي الفرنسي السابق والنجم السابق لبايرن، مهام تدريب النادي بالوكالة، بحسب البيان.
ونقل البيان نفسه عن الرئيس التنفيذي لبايرن كارل هاينتس رومينيغه قوله "انجازات فريقنا منذ بداية الموسم لا تتناسب مع تطلعاتنا. المباراة في باريس أظهرت بوضوح أنه يتعين علينا استخلاص العبر".
ويحتل بايرن ميونيخ حالياً المركز الثالث في البوندسليغا بفارق 3 نقاط خلف بوروسيا دورتموند المتصدر. وفي دوري أبطال أوروبا، يملك النادي البافاري 3 نقاط من فوزه على أندرلخت البلجيكي المتواضع، والخسارة أمام باريس سان جيرمان المدجج بالنجوم من أمثال البرازيلي نيمار والأوروغواياني إدينسون كافاني والفرنسي كيليان مبابي.
وكانت هذه الخسارة الأوروبية الأسوأ لبايرن منذ سقوطه بالنتيجة نفسها أمام برشلونة الإسباني في نصف نهائي دوري الأبطال في أيار/مايو 2015، كما أنها الخسارة الأسوأ له في دور المجموعات منذ 2001.
وكانت إدارة بايرن دعت الخميس الى اجتماع أزمة في أعقاب الخسارة أمام سان جيرمان للبحث في مستقبل أنشيلوتي، وسط ترجيحات من وسائل إعلام ألمانية أن قرار الاقالة كان متخذاً.
وأكد بيان بايرن هذا الأمر، اذ نقل عن رومينيغه قوله أن "(المدير الرياضي البوسني) حسن صالح حميدزيتش وأنا التقينا كارلو اليوم لخوض نقاشات كاملة وصريحة، وأبلغناه بقرارنا".
وأعرب النجم الألماني السابق عن أسفه لما آلت اليه العلاقة بينه وبين المدير الفني الايطالي، قائلاً "كارلو صديقي وسيبقى كذلك، ولكن يتعين علينا هنا اتخاذ قرار مهني من أجل مصلحة نادي بايرن ميونيخ. انتظر الآن من الفريق تطوراً إيجابياً وارداً لتحقيق الانجازات من أجل أن نبلغ أهدافنا هذا الموسم".
نفاذ الصبر والالتزام
ولم يخف رومينيغه منذ مساء الأربعاء أن صبره نفذ، وقال: "هذه الخسارة مؤلمة جداً. خسارة يجب علينا تحليلها والتحدث عنها بوضوح وتحديد العواقب، لأن ما رأيناه ليس بايرن ميونيخ".
ويعاني بايرن منذ بداية الموسم من خلال عروضه غير المقنعة ونتائجه المتذبذبة آخرها محلياً كان سقوطه في فخ التعادل أمام ضيفه فولفسبورغ بعدما كان متقدماً بثنائية نظيفة.
وأضاف "من المهم أن نعكس بسرعة المنحنى وأن نستعيد أنفسنا كبايرن ميونيخ، وأن نظهر مجدداً بأننا الفريق الذي أرعب أوروبا وألمانيا، وأننا سنستعيد ما كنا عليه".
وزادت الخسارة أمام سان جيرمان من حدة الانتقادات ودفعت الادارة البافارية إلى اتخاذ قرار الاقالة، خصوصاً بعدما أبقى أنشيلوتي الجناحين المخضرمين الهولندي أريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري وقلب الدفاع هوملس على مقاعد البدلاء، في حين أن بواتنغ كانت خارج التشكيلة بأكملها.
وكتبت مجلة "كيكر" الكروية أن "أنشيلوتي خاطر بالتشكيلة التي اعتمدها... هو الخاسر الأكبر".
وكتبت "دي فيلت" أن "الإيطالي الخبير جداً تسبب بالذهول والغضب بالتشكيلة التي اختارها"، مضيفة "الضغط يزداد على أنشيلوتي".
وشككت الصحيفة بقدرة بايرن على الاحتفاظ بموقعه كأحد الأندية الكبرى في القارة الأوروبية، مضيفة "بعد الخسارة الأكبر لبايرن في دور المجموعات منذ 21 عاماً، لا يمكن لإدارة هذا النادي الضخم الذي يترنح (حاليًا)، أن تبقى مكتوفة الأيدي"، مؤكدة أنه في حال لم تتخذ الادارة القرارات اللازمة "في 27 أيلول/سبتمبر قد يكون بمثابة انتهاء حقبة في أوروبا وميونيخ".
وشعر أنشيلوتي بالإحراج خلال المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة أمام نادي العاصمة الفرنسية عندما سأله أحد الصحافيين "أنت لم تخض المباراة بأفضل لاعبيك. هل كنت تعلم مسبقًا بأنكم ستخسرون؟"، وبرر قراره بأنه أراد تعزيز خط وسطه من أجل السيطرة على المباراة، قائلاً "هذه الأمور تحصل في الأندية الكبيرة. يضطر لاعبون كبار للبقاء على مقاعد البدلاء في كل مباراة، هذه وظيفتي".
وتولى أنشيلوتي الادارة الفنية لبايرن ميونيخ صيف 2016 خلفاً للإسباني جوسيب غوارديولا، وقاده إلى لقب الدوري المحلي، وخرج من الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد الإسباني، كما توقف مشواره في دور الأربعة لمسابقة كأس ألمانيا بخسارته على أرضه أمام غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند.
وكانت الادارة البافارية تمني النفس بتعاقدها مع أنشيلوتي الفائز بدوري أبطال أوروبا 3 مرات (مرتان مع ميلان ومرة مع ريال مدريد الإسباني)، في الظفر بالمسابقة القارية الأم على غرار ما كانت تتمناه مع غوارديولا، علمًا أن بايرن أحرز اللقب للمرّة الأخيرة عام 2013.