ريو 2016: القرية الاولمبية تفتتح أبوابها بمقاطعة أسترالية
فتحت القرية الأولمبية الأحد أبوابها أمام الوفود الرياضية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة بين 5 و21 آب/أغسطس، لكن اليوم الأول لم يكن سلساً على الإطلاق لأن أستراليا قررت البحث عن مكان آخر لرياضييها.
واعتبرت أستراليا أن القرية الأولمبية "غير آمنة وغير جاهزة" بحسب ما أشارت الأحد رئيسة البعثة التي وجهت ضربة محرجة أخرى للدولة المنظمة الغارقة أصلاً في مشاكلها الاقتصادية والسياسية والصحية في ظل خطر فيروس زيكا مع تسجيل 1.5 مليون اصابة.
وتتكون القرية الأولمبية من مجمع يضم 31 مبنى يقع في مقاطعة بارا دا تيوكا غرب ريو دي جانيرو، ومن المفترض أن تحتضن أكثر من 18 ألف شخص بين رياضيين وطواقم تدريبية.
ومن المتوقع أن تنتقل الأحد البعثة البرازيلية المشاركة في الألعاب إلى المبنى المخصص والمكون من غرف بسيطة لها مزودة بألات للحماية من البعوض الذي ينقل فيروس زيكا، كما يتم توزيع الواقيات الذكرية بالألاف.
ومن المؤكد أن المسؤولين البرازيليين يشعرون بالإحراج حالياً بعد التصريحات التي صدرت على لسان رئيسة البعثة الأسترالية كيتي تشيلر التي قالت أن هناك العديد من المشاكل في القرية الأولمبية، بينها المراحيض المسدودة، الأنابيب التي تسرب المياه، الأسلاك الكهربائية المكشوفة والسلالم المظلمة بسبب عدم وجود الإنارة اللازمة، وذلك إضافة إلى الارضية القذرة التي تحتاج إلى التنظيف على نطاق واسع.
وادعت تشيلر أن المياه تتسرب من السقف مما أدى إلى برك كبيرة على الأرض حول الأسلاك الكهربائية، مضيفة: "نظراً للمشاكل العديدة المتنوعة في القرية، بما في ذلك الغاز والكهرباء والسباكة، قررت بأن أي عضو في الفريق الأسترالي لن ينتقل إلى المبنى المخصص لنا".
وواصلت: "كان من المقرر أن ننتقل إلى القرية في 21 تموز/يوليو لكننا لن نقيم في فنادق قريبة لأن القرية ببساطة غير آمنة وغير جاهزة".
وتم اختبار تجهيزات المساكن في القرية الأولمبية أمس السبت والنتيجة كانت كارثية بحسب رئيسة البعثة الأسترالية التي قالت: "المياه كانت على الجدران، كانت هناك رائحة غاز قوية في بعض الشقق وكان هناك احتكاك في الإمدادات الكهربائية".
وأشارت تشيلر إلى أن هناك بعض الوفود الأخرى مثل بريطانيا ونيوزيلندا اختبرت المشاكل ذاتها، مؤكدة بأنها ستقيم الوضع في القرية الأولمبية بعد المزيد من الاختبارات خصوصاً تلك المتعلقة بالسباكة والحماية من الحرائق لكنها حذرت من "أن هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به".
روسيا ستكون سعيدة
ومن المؤكد أن هناك بعثة لن تكترث كثيراً بالوضع المذري للقرية الأولمبية بل ستكون سعيدة بالتواجد فيها رغم كل شيء، وهي البعثة الروسية.
وتنفست روسيا الصعداء الأحد بعدما قررت اللجنة الأولمبية الدولية عدم حرمان جميع رياضييها من المشاركة وإحالة أمر مشاركتهم إلى اتحاداتهم الرياضية الدولية.
واتخذت اللجنة الأولمبية الدولية قرارها بعد مباحثات عبر الهاتف لأعضاء لجنتها التنفيذية، وهي أكدت أن على الاتحادات الرياضية الدولية أن تحدد أهلية كل رياضي بشكل فردي.
وعقد أعضاء اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية هذه المباحثات لاتخاذ قرار بشأن مشاركة رياضيي روسيا بعد تقرير الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) الذي اتهم روسيا مباشرة بالإشراف على نظام ممنهج لتعاطي المنشطات.
ووحده الاتحاد الدولي لألعاب القوى قرر إيقاف نظيره الروسي ومنع رياضييه من المشاركة في أي بطولة دولية ومنها أولمبياد ريو بسبب انتهاك قواعد المنشطات.
وأعرب وزير الرياضي الروسي عن امتنانه للقرار الموضوعي الذي صدر عن اللجنة الأولمبية الدولية.
وقال موتكو الذي منع مع مسؤولي وزارته من حضور الألعاب الأولمبية، أن قرار اللجنة الأولمبية الدولية "موضوعي واعتمد مع الأخذ بعين الاعتبار مصلحة العالم الرياضي ووحدة العائلة الأولمبية".
وأضاف موتكو: "أنه تحد كبير بالنسبة لمنتخبنا الوطني الروسي، لكني مقتنع تمامًا بأن الغالبية ستكون على مستوى المعايير" التي تفرضها اللجنة الأولمبية الدولية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هذه المعايير "قاسية جداً".
وإذا تمكنت الوفود التي ستتواجد في القرية الأولمبية، ومن بينها الروسية، من تجاوز المشاكل "التقنية" فسيعيش الرياضيون في مجتمع جديد يجدون فيه كل ما يحتاجونه خلال الأيام الـ17 التي يتكون منها هذا الحدث.
اجراءات أمنية مشددة
وبطبيعة الحال، ستكون الاجراءات الأمنية مشددة في القرية الأولمبية ومحيطها وفي ريو بأكملها بشكل عام.
وعززت السلطات البرازيلية الاجراءات الأمنية من أجل طمأنة القادمين إلى البلاد ومنذ اليوم الأحد تم توزيع حوالي 50 ألف شرطي وعسكري في انحاء ريو من أجل حماية المنشآت الأولمبية، الأماكن السياحية ووسائل النقل الأساسية.