السلسلة الأولمبية 14- الدورة الرابعة عشرة - لندن تخرج العالم من أتون الحرب
لم يكن تنظيم اولمبياد 1948 بالأمر السهل بعد الحرب العالمية الثانية التي محت أثار الحياة بطرق مختلفة فجاء تنظيم النسخة الرابعة عشرة في لندن من رحم المعاناة والعوز والشح المادي بأشكاله كافة.
زاهر الحلو
مرة أخرى العالم في براثن الحروب المقيتة مع اندلاع الحرب العالمية الثانية التي ضربت المستديرة من أقصاها إلى أقصاها بطرق مباشرة وغير مباشرة مكسية إياه سواداً حالكاً فتعطلت عجلة الحياة بمختلف جوانبها وانسحب الشلل على الحركة الأولمبية العالمية فألغيت قسراً الألعاب الاولمبية لدورتين متتاليتين 1940 و1944 أي النسختين الثانية عشرة والثالثة عشرة وكانت الأولى مقررة في العاصمة اليابانية طوكيو ثم نقلت إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي دون أن تبصر النور أما الثانية فمنحت للندن دون أن تولد أيضاً.
ولم تعد الدورات إلى مفاعيل الحياة إلا بعد غياب استمر 12 عاماً مع الدورة الرابعة عشرة التي استضافتها العاصمة البريطانية لندن العام 1948 للمرة الثانية بعد العام 1908. فأضاءت الأخيرة بتنظيمها للدورة ظلمة الحرب الدامسة فأقيمت من 29 تموز/يوليو حتى 14 آب/أغسطس.
وجرت مفاعيل المنافسات بإشراف الرئيس الجديد للجنة الاولمبية الدولية السويدي سيغفريد إدستروم الذي تولى منصبه عام 1946 خلفاً للبلجيكي هنري دي بايي لاتور الذي توفي العام 1942. وأمسى السويدي الذي كان نائب لاتور إبان رئاسته، رابع رئيس للجنة الاولمبية الدولية.
وعانى الإنكليز كثيرا للتنظيم في ظل فقر الأوضاع وكانت ميزانية البطولة 70 ألف جنيه استرليني ويقول الصحفي جيمس كوت من ديلي تلغراف عن ذكرياته وهو طفل وقتها إن الشعب كان يعيش اوضاعاً صعبة فلا يمكنه تامين قوته اليومي وهناك شح في المواد الغذائية ولا فنادق، لذا كانت الوفود تعمد إلى إحضار اطعمتها معها.
إقرأ أيضاً
معارضة واسعة
عام 1939 اختيرت لندن لاستضافة ألعاب 1944 بتفويض رسمي من اللجنة الاولمبية الدولية التي آثرت العاصمة البريطانية على بودابست ولوزان وهلسنكي وأثينا إلا أن الحرب الثانية نسفت كل مخطط فطارت الدورة الثالثة عشرة كما الثانية عشرة.
ومع هذين الإلغاءين بات عدد الدورات الملغاة حتى ذلك التاريخ ثلاث مع نسخة 1916، لكن الاولمبية الدولية قررت بعد توقف الحرب إعادة ضخ الحياة في حركتها فانعقدت في لوزان في شهر شباط/فبراير 1946 وقررت منح لندن شرف تنظيم الدورة الرابعة العاشرة العام 1948.
ووقع الاختيار على العاصمة البريطانية بموافقة الجميع ودون اللجوء إلى تصويت علماً أن مدن بالتيمور ولوس أنجليس ومينيابوليس وفيلادلفيا الأميركية ولوزان السويسرية كانت تمني النفس بتنظيم تلك النسخة.
واجه تكليف لندن تنظيم دورة 1948 ردود فعل عنيفة معارضة محلية وعالمية؛ فبريطانيا التي كانت إحدى أقطاب الحرب الأساسيين لم تكن بعد قد نفضت غبار مخلفات الدمار والمآسي القاسية، وشعبها كان ما زال رازحاً تحت وطأة المعاناة وسياسة التقشف الغذائية والمادية من قبل الدولة كمرحلة اضطرارية فرضها الواقع.
ولم يكن بمقدور البريطانيين النهوض سريعاً من وطأة خمس سنوات من حرب مدمرة هي أسوا ما عرفها العالم، والتجهيز في الوقت عينه لدورة اولمبية تتطلب صروح رياضية ومرافق خاصة لإقامة الوفود وتجهيزات متنوعة. فشنت الصحافة المحلية هجوماً على خطوة المسؤولين الرياضيين الاولمبيين إلا أن كل ذلك لم يحل دون إقامة الألعاب للمرة الثانية في لندن.
المشاركة والبرنامج
ورغم أن سواد الحرب عصف بالعالم كله لكن نسخة لندن سجلت مشاركة قياسيّة بحضور 59 دولة أي بزيادة 10 دول عن برلين 1936 أرسلت 4104 رياضي ورياضية (390 من الإناث) تنافسوا في 17 رياضة اشتملت على 136 مسابقة.
وضم البرنامج ألعاب الماء (سباحة، غطس، كرة ماء) وألعاب القوى وكرة سلة والملاكمة وكانوي كاياك ودراجات هوائية ومبارزة والفروسية وكرة القدم والجمباز والهوكي على الحشيش والخماسي الحديث والتجذيف والرماية ورفع أثقال والمصارعة.
وحققت قارتا آسيا وأميركا طفرة واضحة في لندن من حيث الدول الجديدة المشاركة؛ فسجلت دول لبنان وسوريا والعراق وغويانا وسيلان* وإيران وميانمار وجامايكا وكوريا الجنوبية وباكستان وبورتوريكو وسنغافورة وترينيداد وتوباغو وفنزويلا مشاركتها اما من أفريقيا فراوح التمثيل مكانه واقتصر على مصر وجنوب أفريقيا كالعادة. ولم تجر دعوة المانيا واليابان، بالمقابل حضرت كل دول أوروبا الشرقية باستثناء الاتحاد السوفياتي الذي لم يكن قد شارك أصلاً قط منذ تأسيسه ولك يكن وقتها عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية. وأقام الرجال من البعثات في مراكز عسكرية والسيدات في مباني المدراس والجامعات. وأقيمت المنافسات في أجواء مناخية سيئة تقلبت بين الممطرة والحارة.
أحد اللوجستيين منهارا من شدة الحر في اولمبياد 1948
افتتحت الألعاب في 29 تموز/يوليو 1948 في ستاد ويمبلي الشهير الذي كان شيد العام 1923 أمام 85 ألف متفرج. بدأ الاحتفال بموسيقى عسكرية ثم وصل الرسميون الأولمبيون الدوليون والمحليون فالعائلة الملكية البريطانية من ملك وملكة وأفراد، ثم استعرضت الوفود وكان البريطانيون آخر من مروا.
وبعد كلمة صغيرة من رئيس اللجنة التنظيمية اللورد برغلي، أطلقت ألفي وخمسمائة حمامة سلام تلاها 21 طلقة مدفعية شرفية ثم أضيئت الشعلة الاولمبية بعد جولة في الملعب قام بها جون مارك John Mark، وردد دوناد فينلاي Donald Finlay قسم الرياضيين. وأعلن الملك جورج السادس افتتاح الدورة وقد نقلت هذه الألعاب لأول مرة على شاشات التلفزيون إلى المنازل، علماً أن دورة برلين تم بثها إنما على شاشات عامة ثبتت في عدد من المسارح.
المسابقات الرياضية
شعار كوبرتان الشهير خلال اولمبياد 1948
شهدت المسابقات الرياضية اعتماد مسابقة الكانوي كاياك للإناث لأول مرة وقد فازت بها كارين هوف من الدنمارك، واستطاع الأميركي بوب ماثياس ابن الـ17 عاماً في أن يصبح أصغر بطل اولمبي في العاب القوى بعد فوزه في مسابقة الديكاتلون، وحضر بطلان اولمبيان من العاب 1936 في برلين إلى لندن للدفاع عن لقبيهما هما المجرية إيونا إلك في رياضة المبارزة، ويان برزاك من تشيكوسلوفاكيا في الكانوي كاياك.
ومنعت القوانين الاولمبية لاعبة ألعاب القوى الهولندي فاني بلانكرز من المنافسة في أكثر من أربع مسابقات رغم أنها كانت آنذاك تحمل ستة أرقام عالمية في ست مسابقات، وقد فازت في لندن بمسابقات الـ100م والـ200م والبدل 4×100م والـ80 متراً حواجز.
ضمت ألعاب القوى 33 مسابقة، منها 24 للرجال، وقد سجلت أربع منافسات الإطلالة الاولمبية الأولى؛ هي الـ10 كلم مشياً لرجال والـ200م والوثب الطويل ودفع الكرة الحديدية للسيدات وشاركت 53 دولة من 59 في مسابقات أم الألعاب وهو رقم ملفت جداً.
وكذلك كان عدد الرياضيين كبيراً، إذ شارك 751 رياضيا ورياضية. وقد سيطرت الولايات المتحدة كالعادة على مسابقات الجري السريع لدى الرجال فحصدت 100م و200م والـ110 م حواجز والـ400م حواجز والبدل 4×100م والـ4×400م، فيما فشلت في الفوز بذهبية الـ400م التي نالتها جامايكا. كما فاز الأميركيون ببعض مسابقات الميدان كالوثب بالزانة والوثب الطويل ودفع الكرة الحديدية، وأخفق عداؤو فنلندا لأول مرة في الفوز ولو بذهبية واحدة في المسافات المتوسطة أو الطويلة، أما لدى السيدات فقد سيطرت هولندا عبر بطلة واحدة، ولم تنل الولايات المتحدة إلا ذهبية واحدة في الوثب العالي.
بلانكرز الأبرز
إذا وكما أشارت المقدمة اعتبرت الوالدة الهولندية فاني بلانكرز Fanny Blankers الأبرز في العاب القوى والدورة عموماً بفوزها بأربع ذهبيات وهي أم لثلاثة أطفال وبسن الـ32 عاماً.
كان باستطاعتها وفقاً لأرقامها الفوز بذهبيتي الوثب العالي والطويل لو سمح لها الاتحاد الدولي بالمشاركة، إذ لم يكن مسموحاً للسيدات بالمشاركة بأكثر من ثلاثة مسابقات فردية وأربع عموماً، وقد سجلت 11،9ث في الـ 100 متر مقابل 12،2 للوصيفة، و24،4 ث في الـ200 متر مقابل 25،1 لوصيفتها، و11،2 ث في الـ 80 متراً حواجز وهو نفس توقيت الثانية في الترتيب، علماً أن وصيفاتها في السباقات الثلاث كن بريطانيات.
تألق يافع
اميل زاتوبيك
كما تألق الأميركي بوب ماثياس Bob Mathias بشكل ملفت جداً فهو فاز بالديكاتلون بعد 3 أشهر فقط من دخوله عالم هذه الرياضة، وهو ما زال إلى الآن أصغر بطل أولمبي فاز بذهبية في العاب القوى (كان عمره وقتها 17 عاماً). وفي المسافات الطويلة تألق الجندي التشيكوسلوفاكي إميل زاتوبيك Emil Zatopek (27 عاماً) وفاز بذهبية الـ10 آلاف متر وفضية الـ5 آلاف التي خسرها أمام البلجيكي غاستون ريف الذي جرى على إيقاع التشيكي حتى غلبه محققا رقماً اولمبيا.
أوسترميير متوجة
وبرزت الفرنسية أوسترميير Micheline Ostermeyer وفازت بذهبيتي دفع الكرة الحديدة ورمي القرص وبرونزية الوثب العالي وهي عازفة بيانو بانت منذ صغرها موهبتيها في العزف والجري وقد قدمت أولى حفلاتها الموسيقية في سن الـ12. والملفت تعلمها رمي القرص فقط بغضون شهر قبل الاولمبياد ورغم ذلك تفوقت في رميتها الأخيرة بفارق 75 سم عن الإيطالية اديرا جنتيلي.
وتصدرت الولايات المتحدة ذهب ألعاب القوى برصيد 12 ذهبية أمام السويد 5.
الوصول في نهائي سباق 100 م
إقبال على كرة السلة
وفي كرة السلة كان الإقبال كبيرا مثل الدورة السابقة فقد شارك 23 دولة وأقيمت المباريات داخل صالة مغلقة تفادياً لما حصل في الدورة السابقة في برلين حين أقيمت اللقاءات في الهواء الطلق وواجهت صعوبات جمة نتيجة تقلبات الطقس.
عربياً شارك في المسابقة كل من العراق ومصر وقد حققت الأخيرة انتصاراً واحداً في الدور الأول على سويسرا 31-29، وحلت رابعة في مجموعتها وفي المركز التاسع عشر في الترتيب العام بعد فوزها على بريطانيا 50-18، فيما حل العراق أخيراً في مجموعته وفي الدورة دون أي انتصار.
ونالت الولايات المتحدة الذهب بفوزها على فرنسا في النهائي 65-21، وحازت البرازيل على البرونزية بفوزها على المكسيك 52-47. وعموماً اكتسحت الولايات المتحدة جميع الفرق التي قابلتها بفارق شاسع جداً، ولم تنافسها إلا الأرجنتين في الدور الأول دون أن تغلبها 59-57.
أميركا ملكة الأحواض
وفي مسابقات ألعاب الماء سيطرت الولايات المتحدة بشكل كامل على منافسات السباحة لدى الرجال وفازت بست مسابقات من ست، وهي 100م و400م و1500م والبدل 4×200م حرة، و100م و200م ظهر. أما لدى السيدات فنالت الولايات المتحدة ذهبيتي 400م والـ4×100م حرة، ونالت السويد ذهبيتين في الـ100م حرة والـ100م ظهر. تصدرت الولايات المتحدة الترتيب بثماني ذهبيات أمام الدنمارك اثنتين، وانسحبت سيطرة الولايات المتحدة في السباحة على منافسات الغطس، فنالت ذهبيات المسابقة الأربع بين الرجال والسيدات، بالإضافة لأربع فضيات وبرونزيتين، فيما نالت كل من الدنمارك والمكسيك برونزية.
وفي كرة الماء شارك 18 فريقاً وزعت على ست مجموعات، وفازت إيطاليا بالذهب أمام المجر وهولندا، فيما شاركت مصر وخرجت من نصف النهائي بحلولها رابعة في مجموعتها، وهي حققت عموما فوزين و4 تعادلات و4 خسارات وجاءت سابعة، ومثلها في كل البطولة ثمانية لاعبين فقط.
أثقال مصر ذهبية
وتألقت مصر مرة أخرى في رياضة رفع الأثقال التي تصدرتها هذه المرة الولايات المتحدة الأميركية أمامها، فجمعت الأولى أربع ذهبيات وثلاث فضيات وبرونزية فيما نالت ممثلة العرب ذهبيتين وفضية، علماً أن المسابقات كانت ستا فقط.
جاءت ميداليتا مصر الذهبيتان في وزن الريشة (50-60 كلغ) عبر محمود فياض، والثانية في وزن الخفيف (60-67،5 كلغ) عبر إبراهيم شمص فيما نال عطيه حموده فضية الوزن نفسه.
وجديد رفع الأثقال في هذه الدورة كان إدراج وزن تحت الـ56 كلغ لأول مرة، علماً أن هذا التغيير أو التجديد كان الأول منذ دورة أنفير 1920 في بلجيكا الذي طال رفع الأثقال، ونالت مصر أيضاً فضية وبرونزية في المصارعة اليونانية الرومانية عبر علي حسن وابراهيم عربي.
وفي رياضات أخرى نالت في الملاكمة كل من جنوب أفريقيا والأرجنتين والمجر ذهبيتين فيما كل من نالت إيطاليا وتشيكوسلوفاكيا ذهبية واحدة، وتصدرت السويد ترتيب الكانوي كاياك بأربع ذهبيات أمام تشيكوسلوفاكيا ثلاث، وقبضت فرنسا على رياضة الدراجات بثلاث ذهبيات مقابل اثنتين لإيطاليا. وفي المبارزة نالت كل من فرنسا والمجر ثلاث ذهبيات وكانت المسابقات ست للرجال وواحدة للسيدات.
واكتسحت فنلندا ذهب الجمباز بست ميداليات مقابل ثلاث لسويسرا وقد برز من الفنلنديين فيكو هانتانين Veikko Huhtanen مع ثلاث ذهبيات، وفي المصارعة كانت المنافسة على أشدها وتصدرت تركيا في النهاية بست ذهبيات مقابل خمس للسويد وأتت ذهبيات الأخيرة كلها في اليونانية الرومانية فيما نالت تركيا في هذه الفئة ذهبيتين، مقابل أربع في الحرة. وفي الهوكي على الحشيش تابعت الهند سيطرتها وتفوقها ونالت الذهب أمام بريطانيا وهولندا، وأحرزت السويد ذهبية كرة القدم بفوزها على يوغوسلافيا 3-1، فيما نالت الدنمارك البرونزية بفوزها على بريطانيا 5-3.
نوادر
ماسة هولندا
فرانسينا بلانكرز-كون (1918-2004)
بلانكرز الاولى يساراً متجهة للفوز في سباق 80 مترا حواجز
معروفة أكثر بفاني بلانكرز نجمة الدورة الاولمبية الرابعة عشرة دون منازع، دخلت الأولمبياد وهي تحمل ستة أرقام عالمية في مسابقات مختلفة من العاب القوى من بينها مسابقتا الوثب العالي والطويل اللتان غابت عنهما في لندن إذ شاركت في أربع مسابقات كون القوانين لم تكن تسمح بأكثر من ذلك وفازت بالأربع.
بدأت مسيرتها الأولمبية في أولمبياد برلين 1936 في مسابقة الوثب العالي لكنها لم تصب نجاحاً، فاضطرت أن تصبر 12 عاماً بسبب الحرب، واتت ثمار انتظارها أكثر من رائعة. سجلت في مسيرتها 16 رقماً عالمياً في ثماني مسابقات مختلفة: 110 يارد و100م و200م والوثب العالي والوثب الطويل والبنتاتلون و4×100 يارد بدل وجري الحواجز. أوروبياً فازت بمسيرتها بخمسة ألقاب بين 1946 و1950، وبـ58 بطولة وطنية في بلدها هولندا.
بطل بالصدفة
روبرت بروث ماثياس (1930-2006)
لاعب ألعاب قوى أميركي معروف باسم بوب ماثياس كان في ربيعه السابع عشر حينما نصحه مدرب ألعاب القوى في مدرسته بممارسة رياضة الديكاتلون أو العشارية فنجح في غضون ثلاثة أشهر فقط في التأهل إلى الفريق الأولمبي الأميركي. لم يكن يحمل في جعبته أي نوع من الخبرة حينما مثل بلاده في اولمبياد لندن وبدا ذلك واضحاً حين لم تحتسب رميته في دفع الكرة الحديدية لأنه بعد أن أدى رميته خرج من النصف الدائرة الأمامي في حين كان يجب أن يغادر دائرة الرمي من النصف الخلفي.
سجل إخفاقاً أيضاً في الوثب العالي لكنه رغم ذلك فاز بذهبية الديكاتلون بسهولة، وعاد وحافظ عل لقبه في اولمبياد 1952 في ملبورن محطما رقمه العالمي، وبات أول لاعب ديكاتلون يحتفظ بلقبه أولمبياً. استهوته السياسة بعد اعتزاله فانخرط بها، توفي عن عمر 75 عاماً بسبب مرض العضال.
أيقونة سويدية
جرت فريدريكسون (1919-2006)
لاعب كانوي كاياك سويدي مارس هذه الرياضة بين 1948 و1960 واعتبر أكثر لاعب نجح بها أولمبياً. أولى انتصاراته حققها في اولمبياد 1948 حين فاز بلقب فردي الكاياك لمسافة 10 آلاف متر أتبعها بذهبية فردي الكاياك لمسافة الـ1000م علماً انه في هذا السباق كان رابعاً حتى الأمتار الخمسين الأخيرة. عزز ميدالياته الاولمبية حين أحرز ذهبية الكاياك 1000م في أولمبياد هلسنكي 1952 وذهبيتي الـ1000م والـ1000م في اولمبياد ملبورن 1956 وذهبية الـ1000م في روما 1960 كما نال فضية في هلسنكي وبرونزية في روما، درب بعد اعتزاله المنتخب السويدي الاولمبي.
ذهبية تبخرت
كان العداء البلجيكي اول الواصلين إلى الاستاد وأماه لفة واحدة للفوز لكن التعب تملّك منه حتى الإعياء فتابع سيراً ولم تنجح تشجيعات الجماهير في دعمه فلحق به الأرجنتيني ديلفو كابريرا والبريطاني توماس ريتشارد بغايلي وتجاوزاه ليكتفي ببرونزية لاحت لثوان ذهبية اللون !
نجم الجمباز
فيكو هانتانن (1919-1976)
لاعب جمباز فنلندي تألق بشكل بارز في اولمبياد لندن 1948 وكان الأفضل وقتذاك بحصوله على خمس ميداليات ملونة بمفرده، بينها ثلاث ذهبيات نالها في الفردي العام وحصان الحلق والفرق فيما نال الفضية على جهاز المتوازي، علماً أن ذهبية حصان الحلق تقاسمها مع مواطنيه هيكي سافولاينن وبافو التونن إذ نال الثلاثة نفس العلامات فما كان من لجنة الحكم إلا ان منحت الذهب للثلاثة، لكن طبعاً تم تسجيل ذهبية واحدة لفنلندا في الجدول العام.
ترتيب الميداليات
تصدرت الولايات المتحدة الأميركية الترتيب بالنهائي برصيد (38 و27 و19) أمام السويد (16 و11 و17) وفرنسا (10 و6 و13) والمجر (10 و5 و12) وإيطاليا (8 و11 و8).
إقرأ أيضاً
السلسلة الأولمبية: لندن تسجل نقلة نوعية وقياسية
السلسلة الأولمبية- فوضى وغش وأميركا تكرر خطأ فرنسا
السلسلة الأولمبية- إخفاق فرنسي مدو وحضور لطيف أول
السلسلة الأولمبية- الألعاب الحديثة تشرق من اليونان
السلسلة الأولمبية- كيف أحيا كوبرتان الألعاب مجدداً
السلسلة الأولمبية: ما يجب معرفته عن الحركة الدولية
السلسلة الأولمبية: أساطير الإغريق قيم عابرة للعصور
*تم إلغاء دورتي 1940 و1944 أي الثانية عشرة والثالثة عشرة بداعي الحرب العالمية الثانية إنما احتسبتا عددياً
*سيلان هي سريلنكا الآن