ريو 2016: كليشينا ممثلة ألعاب القوى الروسية
عندما سمح الاتحاد الدولي لألعاب القوى للروسية داريا كليشينا بالمشاركة في ريو 2016، كانت لاعبة الوثب الطويل ستحمل طموحات الروس بإحراز ميدالية وحيدة في ألعاب القوى، بيد أن البعض وصفها بالـ"خائنة".
قالت بطلة أوروبا داخل قاعة عامي 2011 و2013 لوكالة فرانس برس: "قال لي وكيل أعمالي وعائلتي مباشرة: لا تقرأي المواقع الالكترونية أبداً. افعلي ما يتوجب عليك القيام به، تدربي واستعدي للألعاب الأولمبية".
رفض الاتحاد الدولي لألعاب القوى، إثر فضيحة المنشطات الروسية الممنهجة، طلبات كل فريق ألعاب القوى الروسي بالمشاركة في ريو باستثناء كليشينا التي تتدرب في الولايات المتحدة، ثم مشت محكمة التحكيم على نفس المسار.
لكن كليشينا سمح لها بالمشاركة لأنها تقيم في فلوريدا بالولايات المتحدة منذ عام 2013 وتتدرّب في اكاديمية "آي ام جي" الشهيرة، وهي تلبي تماماً المعايير المطلوبة من قبل الاتحاد الدولي للسماح لها بالمشاركة في المنافسات الدولية.
إزار هذا السماح الذي من المفترض أن يكون مصدر سعادة لها، واجهت كليشينا موجات حقد كبيرة آتية من بلادها.
"متعاونة مع النازيين"
بماذا اخطأت؟ لم تتضامن مع مواطنيها المحظورة مشاركتهم في الألعاب، شكرت الاتحاد الدولي لألعاب القوى جلاد العدائين والعداءات الروس، وكانت جاهزة للمشاركة تحت علم حيادي.
نال تعليق على فيسبوك تحدثت فيه عن "قرار خبير" للاتحاد الدولي، آلاف التعليقات. رسائل دعم، لكن إهانات أيضاً، دعوات كي تتخلى عن جواز سفرها، اتهامات بالخيانة وتهديدات بعدم العودة إلى روسيا.
تابعت: "أشخاص عاديون رأوا عناصر جرمية (في قرار الاتحاد الدولي) وبدأوا يعتبرونني عدوة للشعب".
المتحدث باسم لجنة التحقيق الروسية وضعها على قدم المساواة مع "الواشية" يوليا ستيبانوفا أو المدير السابق لمختبر مكافحة المنشطات في موسكو غريغوري رودتشنكوف اللاجئ إلى الولايات المتحدة.
الهجرة الأميركية
لاعبة الوثب هي الرياضية الروسية الوحيدة التي تعيش وتتدرب طوال العام خارج بلادها، خلافاً لأبطال آخرين على غرار بطلة الوثب بالزانة يلينا ايسنباييفا المحرومة من خوض الأولمبياد بعد تتويجها مرتين.
لم تخض كليشينا أولمبياد لندن 2012 لعدم تأهلها، فيما خلت في المركز السابع ضمن بطولة العالم 2013.
تتذكر: "فهمت في تلك الحقبة أنه يتعين علي تغيير شيء ما في مسيرتي الرياضية".
التحقت بمدربها الأميركي في فلوريدا، وبعد تجربة لشهرين، قررت البقاء في الأكاديمية التي أنجبت الشقيقتين فينوس وسيرينا وليامس في عالم كرة المضرب.
لكن كليشينا لا تعتقد أن رحيلها إلى الولايات المتحدة ساهم بإشعال الانتقادات إزاء "خيانتها" المزعومة.
قالت: "صادف أن مدربي أميركي. لو كان الوضع مختلفاً في 2013 وحمل مدربي جنسية أخرى، لكنت اعيش اليوم في بلد مختلف".
برغم حملات النقد الجارحة، وقف وزير الرياضة فيتالي موتكو إلى جانبها، مستنكراً الهجمات "المفرطة" عليها.
أما رئيس لجنة الرياضة في مجلس النواب دميتري سفيتشيف فقال: "هي مواطنة روسية. وإذا حلت بين أول ثلاثة، سنكون فخورين فيها".