لا جديد في سلة الأولمبياد.. أميركا بعنوان الذهب
بعيداً عن أيّ من معالم التشويق.. عمالقة السلة العالمية يواصلون بسط هيمنتهم الأولمبية بميدالية جديدة من العيار الأغلى.
كرّس المنتخب الأميركي هيمنته على مسابقة كرة السلة للرجال وأحرز ذهبيته الثالثة على التوالي والخامسة عشرة من أصل 18 مشاركة، وذلك بتجديد فوزه على نظيره الصربي بعد اكتساحه في النهائي بفارق 30 نقطة وبنتيجة 96-66 الأحد في اليوم الأخير من أولمبياد ريو 2016.
ويدين الأميركيون بتتويجهم الجديد إلى كيفن دورانت إذ تعملق اللاعب الجديد لغولدن ستايت ووريرز بتسجيله 30 نقطة في ثلاثة أرباع، بينها 24 في الشوط الأول، ليلعب دوراً أساسياً بحرمان المنتخب الصربي من تحقيق ثأر عمره 24 عاماً واكتفى بفضيته الثانية.
وكانت البرونزية من نصيب إسبانيا، وصيفة 2008 و2012، بفوزها على أستراليا 89-88.
كما ساهم ديماركوس كازنس بشكل أساسي في هذا التتويج بتسجيله 13 نقطة مع 15 متابعة.
وعاد المنتخبان بالذاكرة إلى أولمبياد أتلانتا 1996 وأيام منتحب الأحلام بنسخته الثانية والذي ضم في صفوفه لاعبين عظماء مثل تشارلز باركلي وشاكيل أونيل وكارل مالون وجون ستاكتن وسكوتي بيبن وحكيم أولادجوان، ويوغوسلافيا، أو الجمهورية الفدرالية اليوغوسلافية التي ضمت عمالقة أيضاً على غرار فلادي ديفاتش وديان بوديروغا والمدرب الحالي ألكسندر دجوردجيفيتش.
وتمكن المنتخب الأميركي حينها وبفريق غاب عنه بعض نجوم منتخب الأحلام الأول وعلى رأسهم مايكل جوردن وماجيك جونسون ولاري بيرد وكلايد دراكسلر، من الخروج فائزاً بالذهبية بعدما حسم المباراة 95-69، متوّجاً بلقبه الأولمبي الحادي عشر قبل أن يضيف ثلاثة ألقاب أخرى أعوام 2000 و2008 و2012.
ثم كرّر المنتخب الحالي وان كان بعيداً عن وصفه بمنتخب الأحلام في ظل غياب لاعبين كبار مثل ليبرون جيمس وستيفن كوري، تفوقه على الصرب والظفر بالذهب مجدّداً ليودع بذلك مدربه مايك كرشيشفسكي بأفضل طريقة لأنّ مدرب جامعة ديوك سيترك منصبه لمصلحة مدرب سان أنتونيو سبيرز غريغ بوبوفيتش.
وكان تتويج الأحد مميّزاً أيضاً لكارميلو أنتوني الذي نال ذهبيته الثالثة وأصبح أول لاعب كرة سلة أميركي يحقق هذا الإنجاز، وهو ترك أرضية الملعب في الدقيقتين الأخيرتين وسط تصفيق الجمهور ومعانقة زملائه والطاقم الفني لأنّ ألعاب ريو 2016 ستكون مشاركته الرابعة والأخيرة كونه يبلغ من العمر 32 عاما.
بداية عقيمة
ومن المؤكد أنّ مباراة الأحد كانت مختلفة تماماً عن مباراة الدور الأول التي عانى فيها الأميركيون للفوز على صربيا بفارق ثلاث نقاط فقط 94-91.
وكانت المباراة متقاربة جداً في الربع الأول وعقيمة إلى حد ما من الناحية الهجومية لأنّ التعادل كان سيد الموقف 9-9 بعد مرور 5 دقائق ونصف بعدما اكتفى الأميركيون بـ4 من محاولاتهم الـ12 الأولى ودون أي ثلاثية من أصل 4 محاولات.
وعاني الأميركيون في إيجاد وتيرتهم الهجومية المعتادة وكانوا متخلفين بفارق نقطة في آخر دقيقة قبل أن يسجّل ديماركوس كازنس سلة مع خطأ ورمية حرة ليضع بلاده في المقدمة 16-14 ثم سجّل دورانت الثلاثية الأولى في المحاولة السابعة لحامل اللقب لينهي الربع الأول والأخير في المقدمة 19-15.
دورانت يبدأ استعراضه
استهل رجال كرشيشفسكي الربع الثاني من حيث أنهوا الأول وابتعدوا بفارق 10 نقاط 25-15 بفضل سلة استعراضية من بول جورج و4 رميات حرة لكازنس قبل أن يبدأ استعراض دورانت الذي سجل ثلاثيتين على التوالي ثم سلة استعراضية رائعة ليجعل النتيجة 33-20.
وواصل دورانت تألقه بثلاثية أخرى في آخر 5 دقائق تقريباً موسعاً الفارق إلى 16 نقطة 38-22 ووصل إلى 18 بعد سلة من المتألق الآخر كازنس ودخل كلاي تومسون على الخط بثلاثية ليصبح الفارق 21 نقطة 43-22 قبل أن يستقر الفارق عند 23 نقطة 52-29 بفضل النقاط الـ24 لدوارنت في النصف الأول، بينها 5 ثلاثيات من أصل 8 محاولات وبعض السلات الاستعراضية الرائعة.
ولم يتغير الوضع في الربع الثالث إذ كان الفارق 24 نقطة 57-33 بعد مرور 4 دقائق ثم 26 نقطة 61-35 بعد سلة استعراضية من دياندري جوردن وسلة أخرى لدورانت اتبعهما تومسون بثلاثية وسع بها الفارق إلى 29 نقطة 64-35 بعد تمريرة من دورانت زميله الجديد في غولدن ستايت ووريرز.
وكان هذا الفارق كافياً لرجال كرشيشفسكي لتسيير المباراة كما يريدون ويقودونها إلى بر الآمان خصوصاً بعدما وصل الفارق إلى 36 نقطة 79-43 في نهاية الربع الثالث إثر نقطتين أخريين لدورانت الذي دخل إلى الربع الختامي وفي رصيده 30 نقطة.
وكان الربع الأخير تحصيل حاصل ما دفع كرشيشفسكي إلى إراحة دورانت دون أن يؤثر ذلك على النتيجة لأنّ زملاءه وسعوا الفارق إلى 41 نقطة 88-47 بعد 4 دقائق إثر سلة استعراضية رائعة لديمار ديروزن ثم تراخى اللاعبون بعض الشيء ما سمح لصربيا التي برز في صفوفها نيمانيا نيدوفيتش (14 نقطة)، بتقليص الفارق إلى 30 نقطة في نهاية المباراة.
إسبانيا تنتزع البرونزية برمية حرة قاتلة
وفي مباراة المركز الثالث، ودعت إسبانيا ألعاب ريو بميدالية برونزية بعدما حسمت مواجهتها مع أستراليا 89-88 بفضل رميتين حرتين قاتلتين في آخر 5 ثوان.
وبدت إسبانيا التي انتهى مشوارها في نصف النهائي على يد الولايات المتحدة وفشلت في بلوغ النهائي للمرة الثالثة على التوالي والرابعة في تاريخها، في طريقها لحسم المباراة منذ الشوط الأول بعدما تقدمت على أستراليا بفارق 12 نقطة 40-28 في آخر 4.12 دقائق إثر سلة من باو غاسول.
لكنّ أستراليا التي كانت ثاني أفضل منتخب في المسابقة بعد الولايات المتحدة حتى الدور نصف النهائي عندما حققت صربيا المفاجأة وأذلتها بفارق 26 نقطة، انتفضت وقاتلت بشراسة من أجل الحصول على ميداليتها الأولى في الألعاب حتى أدركت التعادل 85-85 في آخر 35 ثانية برمية حرة من المخضرم دانييل اندرسن الذي وضعها في المقدمة 86-85 في الرمية الحرة الثانية.
لكن غاسول انتزع خطأ ونجح في رميتيه الحرتين ليضع بلاده في المقدمة مجددا قبل ان ينجح العملاق ارون باينز بتسجيل سلة من داخل المنطقة الملونة فوق غاسول بالذات وذلك قبل 9 ثوان على النهاية.
واعتقد الاستراليون ان البرونزية اصبحت في جيبهم لكن سيرخيو رودريغيز انتزع خطأ في الثواني الخمس الاخيرة من صانع العاب سان انتونيو سبيرز باتي ميلز ونجح في الرميتين الحرتين ليضع بلاده في المقدمة 89-88، وحاولت استراليا وبعد وقت مستقطع ان تخطف الفوز لكن اندرسن فقد الكرة تحت ضغط كبير من الاسبان واهدر على بلاده فرصة الحصول على ميداليتها الاولمبية الاولى.
وودع غاسول، البالغ من العمر 36 عاما، الالعاب الاولمبية الرابعة الاخيرة له بافضل طريقة بتسجيله 31 نقطة مع 11 متابعة، واضاف نيكو ميروتيتش 14 مع 7 متابعات وسيرخيو رودريغيز 11 نقطة، فيما كان ميلز، زميل غاسول الجديد في سان انتونيو، الافضل في صفوف استراليا بتسجيله 30 نقطة واضاف القائد اندرسن 15 لكن الاثنين لعبا دورا في السقوط القاتل لبلدهما.