موسكو تعتبر تصريحات الإقرار بالتنشط "أخرجت من سياقها"
اعتبرت موسكو الأربعاء أن التصريحات التي نقلتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين روس أقروا للمرة الأولى بوجود نظام تنشط في البلاد، تم إخراجها من سياقها.
وكانت الصحيفة نقلت الثلاثاء عن مسؤولين بينهم المديرة العامة بالوكالة الروسية لمكافحة المنشطات آنا انتسليوفتش، إقرارهم بوجود هذا النظام الذي شكل أساساً لفضيحة هزت عالم الرياضة. إلا أن هؤلاء المسؤولين كرروا نفي أي ضلوع للسلطات الرسمية فيه.
وأشارت الصحيفة إلى أن انتسليوفتش تحدثت عن وجود "مؤامرة مؤسسية" في مجال التنشط، وهي العبارة نفسها التي استخدمها المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين، لدى نشر كامل تقريره عن فضيحة المنشطات في روسيا في التاسع من كانون الأول/ديسمبر.
إلا أن المسؤولة الروسية أصدرت الأربعاء بياناً لنفي إدلائها بهذه المعطيات، مؤكدة أن تصريحاتها "تم تحويرها وإخراجها من سياقها".
كما أعلن الكرملين أنه سيعمل "على التحقق من صحة هذه التصريحات" قبل التعليق.
وقال المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، دميتري بيسكوف، "منذ البداية، نفينا اي تورط للدولة، الاجهزة او السلطات الحكومية، في التنشط الرياضي المحتمل".
إلا أن معدة التقرير من موسكو، الصحافية ريبيكا رويز، تمسكت بروايتها، مشيرة إلى أن كل ما نسب للمسؤولين الروس "صحيح".
أضافت عبر "تويتر"، إن هؤلاء "قالوا لي أنهم لا ينفون وجود نظام تنشط ممنهج، إلا (أنهم ينفون) كون هذا النظام يطبق من قبل الدولة".
ارتكبنا اخطاء
وكان ماكلارين الذي تولى التحقيق في هذه القضية بناء على طلب الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا)، تحدث في تقريره الكامل عن دور مباشر لوزارة الرياضة الروسية في عمليات تنشط ممنهجة بين 2011 و2015، في فضيحة تطال أكثر من ألف رياضي في 30 رياضة.
وقال "وضعت مؤامرة مؤسسية للرياضات الشتوية والصيفية بمشاركة وزارة الرياضة وأجهزة أخرى، كالوكالة الروسية لمكافحة المنشطات (...)، ومختبر موسكو لمكافحة المنشطات، اضافة إلى جهاز الأمن الفدرالي، بهدف التلاعب بفحوص مكافحة المنشطات".
واتى التقرير الكامل بعد تقرير أول نشر في تموز/يوليو، كشف ماكلارين فيه حصول عمليات تنشط ممنهجة برعاية الدولة في روسيا، ما أدى إلى فرض عقوبات عليها، شملت حرمان العديد من رياضييها المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو.
إلا أن موسكو نفت أي ضلوع للسلطات الرسمية، بينما اعتبر مسؤولون روس أن الاتهامات طابعها سياسي أكثر منه رياضي.
وفي يوم نشر كامل تقرير ماكلارين، نفى نائب رئيس الوزراء الروسي فيتالي موتكو الذي كان يشغل منصب وزير الرياضة في الفترة التي يشملها التقرير، وجود أي "مؤامرة مؤسساتية" في مجال المنشطات.
وأوردت نيويورك تايمز في تقريرها الثلاثاء، أن انتسليوفتش "التي لم تكن معنية بشكل مباشر بالتحقيقات، قالت إنها صدمت بما تم كشفه".
ونقلت الصحيفة عن المسؤول الرياضي الروسي المخضرم فيتالي سميرنوف (81 عاماً) قوله "من وجهة نظري، كوزير سابق للرياضة، رئيس (سابق) للجنة أولمبية... ارتكبنا الكثير من الأخطاء".
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كلف سميرنوف الاشراف على اصلاح نظام مكافحة المنشطات.
وكان بوتين أكد في وقت سابق، أن برنامجاً جديداً لمكافحة المنشطات سيكون جاهزاً بدءاً من مطلع 2017، معتبراً أن الفضيحة ستساعد "على خلق النظام الأكثر تقدماً لمكافحة هذا الشر".
وعلى رغم اقراره بارتكاب روسيا أخطاء، انتقد سميرنوف تعامل وكالة مكافحة المنشطات العالمية مع الرياضيين الروس.
وقال للصحيفة ذاتها "روسيا لم تمنح أبداً الفرص التي أتيحت لدول أخرى (...) الانطباع العام في روسيا أننا لم نحظ بفرصة أبداً".