نظرة سريعة على مباراة ريال مدريد – نابولي
فاز ريال مدريد على نابولي بثلاثة أهداف لهدف.
النتيجة والأداء المتنوع وكل إيجابيات الريال امس لا تخفي وجود أشياء يجب الوقوف عندها طويلا قبل مراحل الحسم في كل المسابقات .
ليس في كل مباراة ستصل إلى المرمى في أكثر من عشرين مناسبة حتى تتفنن في تضييع الفرص واحدة تلو الأخرى، أيضا ليس في كل مباراة ستلعب أمام فريق يخشى أن يفتح الملعب أمامك ولهذا يجب عليك فرض أسلوبك منذ البداية وليس لأن منافسك ترك لك المجال لذلك .
كاسيميرو وكروس لن يسجلا لك في كل مباراة حتى يتفنن مهاجموك و" نجمك الأول " في إضاعة الفرص السهلة واحدة تلو الأخرى، وليس في كل مرة سيترك لك وسط ملعب الخصم الكرة حتى تتفنن في فقدانها واستعادتها .
أيضا كبار أوروبا لن يرحموا دفاعك إذا فعلت ما فعلته امس، فنابولى لو كان موفقا وسجل أكثر من الهدف الذي سجله لكانت الأمور أكثر تعقيدا في الإياب .
في دورى الأبطال وفي مباريات الذهاب بشكل عام عليك الإجهاز على خصمك إذا أتيحت لك الفرصة خاصة وإذا كان لقاء الذهاب يقام على أرضك وخصمك يمتلك ملعبا صعبا، أما الاستهتار والاكتفاء بنتيجة 1-3 منذ الدقيقة 60 على الرغم من قدرتك على أكل الأخضر واليابس فهو غير مبرر على الإطلاق .
يعاب على زيدان أيضا عدم التدخل قبل الدقيقة 75 وهو يمتلك أوراق رابحة على الخط، فكيف لم يفكر في إقحام إيسكو أو كوفاسيتش وهو يشاهد فريقه لا يستطيع ممارسة الضغط في وسط الملعب ؟ ، وكيف له ألا يفكر في فاسكيز مبكرا لبعثرة دفاعات نابولي المرتبكة ؟! .
وأخيرا .. أنت تلعب لكي تفوز باللقب، لكي تقارع الكبار، لا لكي تعبر دور الستة عشر . يجب أن تطمئن على حال فريقك وهل سيستطيع تحقيق ذلك أم لا، الرضا بالقليل لن يفيد حين تجد نفسك في الامتحان الأصعب .
أما عن نابولى فالـ 4/3/3 لم تكن مناسبة امس، واللعب بميرتينز في العمق أخفاه من الملعب، قلة الخبرة وارتباك خط الدفاع ورعونة كوليبالي وألبيول والاستسلام للضغط كلها عوامل كادت تكلف نابولي نتيجة كارثية لولا مشكلات الريال التي سبق ذكرها .
مباراة الإياب ستكون الحظوظ فيها للريال أكبر نظرا لفارق الإمكانيات والخبرة وكل شيء، أما نابولى فسيعتمد على جحيم السان باولو وسيلجأ إلى الشحن الإعلامي والجماهيري والصخب والأجواء الإيطالية الفريدة .
وفي النهاية .. فاز الريال وأضاع ضمان ورقة العبور، وخسر نابولي وحافظ على حظوظه .. هكذا مرت قمة الأربعاء .