دربي ديلا مادونينا: ميلان وانتر بحلتين متناقضتين
سيكون كل من ميلان وجاره اللدود انتر أمام لحظة الحقيقة عندما يخوضان الأحد "دربي ديلا مادونينا" في المرحلة السابعة والعشرين من الدوري الإيطالي لكرة القدم.
ولطالما ارتدت المواجهة بين الجارين طابعا خاصا، لكن الأهمية ستكون مضاعفة في مباراة الأحد نظرا لوضعهما في الترتيب، إذ يحتل انتر المركز الرابع الأخير المؤهل الى دوري الأبطال الموسم المقبل، فيما يحتل ميلان المركز السابع بفارق 7 نقاط عن فريق المدرب لوتشيانو سباليتي.
ويلخص قلب دفاع إنتر السلوفاكي ميلان سكرينيار أهمية هذه المواجهة بقوله "عطلة نهاية الأسبوع الحالي تشكل لحظة الحقيقة"، مضيفا "من المؤكد أن بقائي في انتر ليس مرتبطا بالتأهل الى دوري الأبطال رغم أني مقتنع بأننا سنحقق هذا الأمر".
ومن المؤكد أن مباراة الأحد مختلفة عن لقاء الذهاب الذي حسمه انتر على "أرضه" في تشرين الأول/اكتوبر بنتيجة 3-2 بفضل ثلاثية للأرجنتيني ماورو ايكاردي العائد الى الفريق بعد تعافيه من الإصابة، إذ يمر ميلان بفترة ممتازة بقيادة مدربه الجديد لاعب وسطه السابق جينارو غاتوزو.
ولم يذق ميلان طعم الهزيمة في مبارياته الـ13 الأخيرة في جميع المسابقات، آخرها الأربعاء ضد لاتسيو حين تغلب على الأخير بركلات الترجيح بعد تعادلهما صفر-صفر في الوقتين الأصلي والإضافي وبلغ نهائي مسابقة كأس ايطاليا حيث سيتواجه مع غريمه التقليدي يوفنتوس حامل اللقب.
وترتدي المواجهة طابعا ثأريا لإنتر لأن جاره اللدود حرمه من محاولة الفوز بلقبه الوحيد الممكن لهذا الموسم في ظل تخلفه بفارق 18 نقطة عن نابولي متصدر الدوري، عندما أخرجه من الدور ربع النهائي لمسابقة الكأس بالفوز عليه 1-صفر بعد التمديد بفضل هدف للمتألق باتريك كوتروني.
وخلافا لإنتر الذي انحصرت مشاركته هذا الموسم بالمسابقتين المحليتين، يملك ميلان فرصة الفوز بلقبه القاري الأول منذ 2007، لكن المهمة المقبلة لن تكون سهلة كونه سيواجه ارسنال الإنكليزي في الدور ثمن النهائي لمسابقة "يوروبا ليغ"، وهو يستقبل لقاء الذهاب الخميس المقبل على أن يسافر الى لندن بعدها بأسبوع.
وأكد لاعب وسط انتر انتونيو كاندريفا لشبكة "ميدياسيت بريمييم" أن فريقه سيقدم كل ما لديه للفوز بلقاء الأحد، مضيفا "الفوز بمباراة الأحد سيكون هدية لنا جميعا وللجمهور. قد نستفيد منه بعد المرحلة الصعبة التي مررنا بها".
واعتبر لاعب لاتسيو السابق أن الفوز بالدربي "سيحضر الفريق بأفضل طريقة لما تبقى من الموسم... سيساعدنا لمواصلة مشوارنا نحو مركز مؤهل الى دوري الأبطال".
"الدربي هو الدربي"
وأشاد كاندريفا بـ"ميلان الحماسي في هذه الفترة لكنهم لا يزالون خلفنا (في الترتيب) ونريد الابقاء على هذا الوضع. الدربي مباراة تتميز بطابع خاص بها. مباراة الدربي مختلفة عن المباريات الأخرى وحتى أن كانت ثلاث نقاط (في حال الفوز) في نهايتها. الدربي هو الدربي، وسنقدم فيه 101 بالمئة مما نملكه".
ولن يحظى انتر بفرصة لالتقاط أنفاسه لأنه مدعو لاستضافة نابولي المتصدر في المرحلة المقبلة، ما يجعل الأيام القليلة المقبلة مصيرية بالنسبة لطموحه بالعودة الى مسابقة دوري الأبطال التي أحرزها عام 2010 بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.
ومن البديهي ونظرا الى الترتيب وفارق النقاط، أن وضع انتر أفضل من جاره ميلان لكن الأداء الذي يقدمه الأخير ينذر بأنه قادر على القدوم من بعيد وخطف احدى بطاقات مسابقة دوري الأبطال التي سيتأهل اليها ايضا في حال ذهب في "يوروبا ليغ" حتى النهاية وأحرز اللقب القاري.
وبعدما كان فريقا محطما الى حد كبير بقيادة فينتشنزو مونتيلا، أصبح ميلان يحلم بالألقاب الأوروبية والعودة الى مسابقة دوري الأبطال المتوج بلقبها سبع مرات، بفضل الروح التي بثها غاتوزو في الفريق.
ولجأ ميلان بإدارته الصينية الى غاتوزو في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر للإشراف على فريقه السابق خلفا لمونتيلا، وذلك على رغم أنه لا يتمتع بالخبرة الكافية كمدرب كون تجربته السابقة متواضعة مع فرق سيون السويسري وكريت اليوناني وباليرمو وبيزا الايطاليين، وهو كان يعمل مدربا لفريق الشباب في ميلان منذ أيار/مايو الماضي.
الا ان غاتوزو الذي خاض اكثر من 450 مباراة مع ميلان بين 1999 و2012 وأحرز معه لقب الدوري المحلي مرتين ودوري ابطال اوروبا مرتين والكأس المحلية مرة واحدة، أثبت تدريجيا أنه قادر على تحمل المسؤولية واعادة الفريق الى مكانته السابقة، معولا على "حبي الكبير لميلان، إنه اولويتي. إنه بمثابة العائلة بالنسبة لي"، بحسب ما قاله بعد الفوز على روما 2-صفر في عقر دار الأخير الأحد الماضي.
وأثبت ميلان الأربعاء أنه أصبح قادرا على التعامل مع ضغوط المباريات لاسيما أنه كان يواجه فريقا "يميل الى التسجيل 4 و5 أهداف ضد خصمه في المباريات التي يخوضها على أرضه. إنه أحد أقوى الأندية في أوروبا. إنهم أقوياء على الصعيدين الفني والبدني"، بحسب ما قال غاتوزو بعد لقاء العاصمة.
وتابع "كنت أدرك بأننا سنعاني لكننا حافظنا على رباطة جأشنا. الفضل يعود الى الشبان لأنهم يؤمنون بأنفسهم. الآن، علينا استعادة طاقتنا. على الشبان استعادة قوتهم الذهنية والبدنية. يجب أن نخوض مباراة الدربي بالعزم ذاته".